اثنتان وسبعون سنة، وأنا أشتغلُ ميّتاً. اثنتان وسبعون ومئتان وسبعة وخمسون يوماً، وأنا أواصلُ وظيفةَ الموت بلا هوادةٍ ولا يأس.
اثنتان وسبعون و...، وأنا أحملُ جثمان نفسي وأطوفُ به في براري وشِعابِ هذه الديار السعيدة الخيّرة.
: اثنتان وسبعون مِيْـتةً مستحَقّةً ومشَرِّفة.
ولئلّا أُصابَ بالإحباطِ أو ضجرِ القلب
أحرصُ صباحَ كلّ يوم (حالَما أقفُ أمام المرآة ــ مرآةِ ضميري)
على طمأنةِ جثتي، وحثّها على المزيد من الشجاعةِ والأملِ والثقةِ بالحياة،
مكتفياً، كأيّ راعٍ صالح، بترتيبِ هندامِها، وتجديدِ صِباغِ لِـحيَـتِها، وتعديلِ زاويةِ ابتسامتها،
استعداداً لمجابهةِ جمالِ العالم.
.. ..
: نعم! موتٌ لا فكاكَ منه، وحياةٌ لا غبار عليها.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا