بلغتُ السنَّ التي يَخرفُ فيها العجائزُ أمثالي. مع ذلك، لا زلتُ أتذكّرُ أسماءَ ولدَيَّ: عمر وكنان؛ وأحفاديَ الأربعة: ياسمين، سلمى، ورد، وعمر الصغير.
أتذكّرُ، مغمضَ العينين، الزواريبَ الثلاثةَ التي تُوصِلني إلى بيتي،
وذاكَ الذي يقودني صعوداً إلى دكّانِ صديقي الخضريّ.
أتذكّرُ أسماءَ جميعِ مَن كانوا أصحابي ونُدماءَ ليلي؛ وأعيادَ ميلادِ مَن أحِبّ.
(مِن حسنِ حظّي أنني، إلى الآن، لا أزالُ أتذكّرُ أينَ أنا وإلى أين أريدُ أن أذهب. وغداً، حين تنخرُ دودةُ الخرفِ في دماغي، لا أظنّ أنني سأُضّيِّعُ نفسي وأقول لأيّ عابرِ سبيل: أرجوكَ، أَوصِلني إلى بيتِ أمّي).
أتذكّرُ ناساً كثيرين، و مواقعَ مدنٍ وبلدان كثيرة، وأحزاناً كثيرةً لطالما تمنّيتُ نسيانَها.
تقريباً أتذكّرُ كلّ ما لا فائدةَ تُرجى من تَذَكُّرهِ، ونسيتُ شيئاً واحداً:
نسيتُ... أنْ... أعيشَ... حياتي.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا