في كل عام، يخوض القائمون على «مهرجانات بعلبك الدولية» امتحاناً صعباً. قبل نحو سبع سنوات، شكّل الوضع السياسي والأمني عائقاً أمام الحفلات التي تُقام في مدينة الشمس. ففي 2013، حالت التطوّرات على هذين الصعيدين دون إقامة الفعاليات على المسرح الروماني الشهير، فنُقلت الأماسي إلى بيروت بعيداً عن المعبد الأثري الشهير. كما توقف المهرجان خلال فترات الحرب آخرها في حرب تموز 2006. رغم كل الصعاب، إلا أنّ المهرجان كان يواصل التحدّي في سبيل الاستمرار. واليوم، تتأثّر «مهرجانات بعلبك الدولية»، كغيرها من الأحداث الفنية والثقافية المحلية، بفيروس كورونا وقرار منع التجمّعات خوفاً من تفشيه. من هذا المنطلق، فكّر القائمون على المهرجان في خطوة تواكب التطوّرات الحاصلة في عالم الفن، ستتمثّل في حفلة من دون جمهور. هكذا، تحيي الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية بقيادة المايسترو هاروت فازليان، إلى جانب كورال من «الجامعة الأنطونية» و«جامعة سيدة اللويزة»، أمسية في أواخر حزيران (يونيو) في معبد باخوس، ستُنقل مباشرة على الهواء (21:00) عبر قناة mtv. 130 شخصاً تقريباً، سيطلون على المسرح مع الحفاظ على شروط التباعد الاجتماعي في ما بينهم. وقريباً، سيتم الكشف عن برنامج السهرة وكل التفاصيل المتعلقة بها. مصادر من المهرجان تقول لـ«الأخبار» إنّ القائمين عليه قرّروا تقديم الحفلة للدخول إلى منازل محبي بعلبك. ففي الوقت الذي يمنع فيه فيروس كورونا إحياء السهرات داخل المدينة العريقة، فإنّها ستدخل كل منزل وتُعيد بثّ الروح في المهرجان الذي كان في مثل هذا الوقت من كل عام يجذب كثيرين من مختلف المدن اللبنانية، ومن خارج البلاد أيضاً.