أحياناً، إذا أوجعَني سرابُ الصحارى، يكفيني أنْ أتَطلّعَ إلى سحابةِ دخانٍ عابرة
فأقضمها بأجفانِيَ الظمأى وأقولُ: «هي ذي غيمتي»، فأرتوي...
أرتوي وأنجو...
أنجو إلى ما قبلَ وقوعيَ في الموت...
: أنجو حياةً كاملةْ.
وأحياناً، إذْ تَضيقُ بيَ الأرض، أحلم
أحلمها واسعةً، فتصيرُ واسعةً وكثيرةْ؛
فأجعلُ مِن كلّ صخرةٍ مائدةَ عرس
ومِن كلّ يومٍ عيداً.
أحياناً (مِن فرطِ ما أنا لا حقودٌ ولا شحيحُ القلب)
إذا أَهديتُ وردةً، أو رغيفاً، أو حبّةَ هواء
ولم أقرأ في عينِ مَن أَهديتُ صيحةَ «شكراً!»
أغرسُ مُسدّسَ كراهيتي في بؤبؤِ قلبهِ، وأطلقُ النارَ بلا تَردّد.
وأحياناً، مِن كثرةِ ما شُفتُ وعانيت،
أقعُ في هاويةِ الكابوس فأصرخُ: أغيثوني!
(أصرخُ وأصرخُ حتى تَبتَلّ مخدّتي وشفتايَ وأغشيةُ قلبي بدموعِ الكوابيس)
وحالَما أفتحُ عينَيّ على عينَيْ مَن أغاثَني
أُبصِرُ السماءَ قريبةً ومضيئة
فأمُدُّ أصابعَ قلبي إلى فوق...
وأقطفُ نجمةً للذكرى.