ظروف كثيرة دفعت «المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن» إلى إطلاق «الملتقى العربي الافتراضي» لمناهضة التطبيع مع العدو الإسرائيلي. المؤتمر الذي افتُتح أخيراً على وسائل التواصل الاجتماعي سيستمرّ حتى 15 أيار (مايو) أي ذكرى النكبة، بمشاركة أكاديميين وباحثين وحقوقيين من لبنان وفلسطين وسوريا والعراق والأردن والبحرين وموريتانيا. في ظلّ انتشار موجة تطبيع لافتة أخيراً، أكان في تصريحات بعض السياسيين العرب، وفي مسلسلات رمضانية وانتشار هاشتاغ على وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فلسطين ليست قضيتنا»، يأتي المؤتمر فرصة «للتأمّل والتعرّف إلى الثغرات التي نفذ منها المطبّعون»، وفق كلمة رئيس المركز العربي معن بشّور التي افتتح بها المؤتمر. وجاء في كلمته ما يشكّل خطوطاً عريضة للمؤتمر، وأبرز العوامل التي أدّت إلى التطبيع «حال التردّي والانقسام والتشرذم والاحتراب التي تطبع واقعنا العربي، والترويج لثقافة الهزيمة من قِبل المثقفين والإعلاميين، وتصاعد الحرب على حركات المقاومة في الأمّة، وأشكال الحصار والعدوان المتعدّدة على أقطار الأمة». بالإضافة إلى بشّور، قدّم العضو المؤسس في المركز والأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي الأكاديمي زياد حافظ ورقة جاءت كخلفية للنقاش في المؤتمر، توقّف فيها عند مبرّرات التطبيع وأشكاله وأفقه وسياقه السياسي وسبل مقاومته. وأضاف الحافظ مقترحات لما يجب أن يصدر عن هذا الملتقى الافتراضي، منها «التأكيد على الاستمرار في نشاط مناهضة محاولات التطبيع والتعميق في التنسيق على الصعيد الشعبي وعلى الصعيد القانوني» و«التأكيد على ضرورة تفكيك الخطاب التطبيعي في مرتكزاته ومفاصله خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي»، كما دعا إلى التمسّك بمقاطعة البضائع الصهيونية، ودعم منظّمة BDS، وأهميّة إنتاج منظومة فكرية وأدبية ترفض التطبيع. تجاوز المؤتمر كلّ الحدود المفروضة. إذ بعث المطران المناضل عطا الله حنا من القدس رسالة صوتية أكّد فيها أن «القدس ستبقى عاصمة لفلسطين، رغماً عن قرارات ترامب، ورغماً عن كل المتآمرين والمتخاذلين والمطبّعين». المؤتمر الذي يشدّد على دور بيروت كعاصمة لمواجهة التطبيع، جمع حتى الآن وجوهاً وآراء متعدّدة من العالم العربي وكلمات تؤكّد على مركزية القضية الفلسطينية، وأهميّة المقاطعة بكلّ أشكالها. هذا ما أجمع عليه معظم المشاركين، منهم وزير الخارجية اللبناني الأسبق عدنان منصور، والمصري سامي شرف، مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والباحث والكاتب العراقي كاظم الموسوي، ورئيس اتحاد نقابات النفط والبتروكيماويات العراقي حسن جمعه عواد الأسدي، وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي الأكاديمية السورية ريم منصور سلطان الأطرش، ونائب رئيس المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني حسن المرزوق، والأكاديمي المتخصص في العدالة الجنائية الزميل عمر نشابة، والنائب في البرلمان الموريتاني سابقاً الخليل الطيب، ومسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال، والأمين العام لحزب الحركة القومية في الأردن ضيف الله الفراج، وعميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين العراقية عامر حسن فياض، والمحامي اللبناني فؤاد مطر، والأكاديمي السوري سامي الخيمي، وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، وغياث عبد الله اليافي. وحتى انتهاء المؤتمر، دعا «المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن» إلى المشاركة بمداخلات في الملتقى الافتراضي، من أجل رفع الصوت عالياً في وجه التطبيع الذي تروّج له منصات إعلامية وثقافية عدّة.