لكَم أتمنّى، وقد بلغتُ مِن اليأسِ عتِـيّــا، أنْ أَختمَ هفواتِ حياتي باختراعِ إنجيلٍ بَـرِّيّ، مُكَرّسٍ لتمجيدِ الأدغالِ والخنازيرِ والذئابِ الـمُتَوحِّدةِ والثعابين العملاقةِ (كتلكَ التي اختَلَقَها سانت اكزوبّري لتسليةِ نفسِه وأميرِهِ الصغير) وبناتِ آوى
الماكِرات، والفَراشاتِ المعَمِّرة (ذواتِ الأنيابِ والمخالب) والطيورِ بأصنافِ لُغاتِها ونواميسِها، والسّواقي
مجهولةِ المصَبّاتِ والمنابع، ودروبِ القراصنةِ المعَبّدةِ بالأشواكِ والأغاني، وأوكارِ الخِلَدَةِ والأرانبِ وقَطّاعي الطرقِ والرّهبانِ الميامين... عبَـدَةِ الأزهارِ والنساءِ والخمرِ والأوثانِ الضاحكة.
لا! هي ليست مجرّدَ أمنية.
إنها : تَصميمُ حياة.
وطبعاً : لا أقلَ (كُلّما رُتِّــلَتْ آيةٌ أو قُرِئَ مزمور) مِن أن أجعلَ الحجارةَ تَنتحِب، والأشجارَ السعيدةَ ترقصُ على موسيقات نفسِها، والملائكةَ -الملائكةَ الفخورةَ بأفاعيلِها- تحني رؤوسَها وأجنحتَها قُدّامَ عينيّ وتقولُ: طُوبى!...
أبداً! ليست مجرّدَ أمنية
لِنَقُلْ : هي بَدَلُ الضائع.