ما من كابوسٍ إلاّ ونجوتُ منه. دائماً، في اللحظةِ الأخيرة، وعلى بُعدِ شهقةٍ صغيرةٍ من الهاوية، وحيثُ أصيرُ على يقينٍ من ألاّ مَهربَ إلاّ إلى الحياة، أستنجدُ بأحلامِ قلبي وأُقرّرُ أنْ أطير.
وهكذا، بلا أجنحة، بل فقط بما تَختَزِنهُ رئتايَ مِن الشهواتِ والأحلام، أُحلِّقُ وأنجو.
في أحيانٍ كثيرة، كما في الكابوسِ كذلكَ في الحياة:
النجاةُ ممكنة.

نعش

في هذا السرير الأشعثِ أَختَزِنُ حياتي.
في هذا السريرِ الشاسعِ، الضيّقِ، الوعرِ، الحنون...
أهربُ، وأختبئ، وأتعثّر، وأنجو، وأهلعُ، وأستنجدُ، وأخوضُ الكوابيسَ، وأحلمُ طلوعَ النهار.
أتَقوقعُ كبزّاقة. أتمدّدُ كحرذون. أرقدُ بـمَعِـيّةِ نفسي كي أصيرَ وحيداً أكثرَ، آمناً أكثر، وخائفاً أكثرَ وأكثر.
وفيهِ، إذْ أحنُّ إليها، أستنبِتُ أحلامي عن الحياة/ الحياةِ التي أدفنُها/ الحياةِ التي سبقَ أنْ دفنتُها/ الحياةِ التي شبعَتْ دفناً.