لكي تَهنأَ بسريرِكِ، وإيوانِ عرشِكَ، وخَوابي ذهبِكَ ونبيذِك، سلَبتَني لقمتي، ومَرقدَ عظامي، وضحكةَ أَسايَ، وأحلامَ قلبي..
وخَلّيتَني عارياً وعديماً حتى مِن هناءةِ القبر.

والآنَ، وأنتَ راقدٌ على سريرِ رُبوبِـيَّـتِكَ العالي،
مُتَنَعَّماً بِجِرارِ ذهبِكَ وخوابي نبيذِكَ وعسلِك،
ها أنتَ تُطلِقَ ضحكةَ انتصارِكَ الشامتةَ، وتقول:
«ما أجحَشَهُ مِن خادمٍ، وما أقلَّ حيلتَه!»
فيما أنا، على عادةِ الجحشِ الذي أَحَبَّكَ وأَلَّـهَك،
أُواصِلُ التَـبَرُّعَ بدموعِ عينيّ وقلبي
وأُتَمتِمَ مُستَحِياً : لعلّ مذاقَها يروقُ لك!
وَ.. أُواصلُ البكاء.


الأعوانُ

في محفلِ عزائي
حضرَ القضاةُ، والكهنةُ، وسُعاةُ الخيرِ، وأعوانُ القاتِل؛
لا لمواساتي وتَطييبِ خاطرِ جثماني
بل (إذْ هم لا أكثر مِن قضاةٍ، وكهنةٍ، وأعوانِ قتَـلَةٍ، وسُعاةِ سلامٍ وموت)
لكي يعاتبوني ويقولوا لي:
إنْ كنتَ، مثلما تزعمُ، تُحِبُّ المسيحَ وتدعو إلى المغفرةِ والرحمة،
حَكِّمْ ضميركَ وقلبَكَ وكتابَ رحمتِك
وامنحِ القاتلَ فرصةً أُخرى!