أبداً، لا خوفَ علينا! حين نجوعُ سنعودُ لاستنباتِ الرغيفِ من حبّةِ قمحٍ واقعةٍ مِن فمِ عصفور.
مِن شظايا الصخورِ والعظامِ سنشحذُ حِراباً ونصطادُ ماعِزَ البراري؛ ومن أغصانِ الأشجارِ ولِحائها سنصنعُ شِباكاً وكمائن.
ومِن حاجةِ أحبابِنا إلى الأمان والدفءِ سنعملُ كهوفاً وأَسِرّةً وأبواباً حاميةً من الحرامِيّةِ ووحوشِ الليل.
وإذا كان لا مَهربَ من الخوف، سنخترعُ آلهةً ونصلّي.
ومرّةً أخرى سنبدعُ المغزلَ والسراجَ ومقاليعَ الصيد. ومن جلودِ طرائدِنا سنصنعُ أرديةً ونِعالاً، ومن أرياشِها وصوفِها أبسِطةً ووسائد.
وإذا اقتضى الأمر، سنعيدُ اختراعَ ما هو أعظمُ مِن مرايا «فيثاغورث» العتيق، ونحرقُ أساطيلَ الغزاةِ ومراكبَ قراصنةَ البحر.
أبداً، لا خوفَ علينا!
فنحن لا نزالُ نتذكّرُ الدروسَ التي علّمتُمونا إياها أيّامَ كنتم لا تزالون بشراً:
الحياةُ غالية، وتستحِقُّ عذابَ المسعى وعَناءَ الأحلام.عى وعَناءَ الأحلام.