محمد الأبرش... اترك «البيضة» بحالها!

  • 0
  • ض
  • ض
محمد الأبرش... اترك «البيضة» بحالها!
(مروان طحطح)

بعدما رسم العلم اللبناني على «مبنى الغندور» المهجور في ساحة النور، وعلى أبنية وجدران أخرى في طرابلس، دعا محمد الأبرش أوّلَ من أمس، إلى طلاء مبنى البيضة (السيتي سنتر) بألوان العلم اللبناني أيضاً. الدعوة التي وجّهها فنان الغرافيتي الشاب على صفحته على فيسبوك، سرعان ما لاقت استنكاراً عبر هاشتاغ «#لا_لدهن_ البيضة». من خلالها، دعا المعارضون إلى ضرورة حماية المبنى الذي عمّره المهندس جوزيف فيليب كرم عام 1965، بسبب رمزيته المزدوجة. إذ يعدّ المبنى الرمادي من الرموز المعمارية الأساسية في بيروت، لارتباطه بذاكرة الحرب. السينما البيضاوية التي صُمّمت كجزء من المركز التجاري «سيتي سنتر»، لم يُكتب لها العمل حين اشتعلت الحرب الأهلية. في الانتفاضة، عاد الناس إليها، أحيوها بكل الطرق، ولم تتوقّف وفود المتظاهرين عن الدخول إليه، مثل مبنى «التياترو الكبير» الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المكان. الرمزية الأخرى التي يحملها المبنى، هي صموده في وجه حملة التدمير خلال سنوات إعادة إعمار وسط بيروت من قبل «شركة سوليدير» (رغم شرائه من شركة خاصة في أبو ظبي كانت تعتزم هدمه قبل سنوات)، التي قضت على أبنية عديدة في بيروت، أكان عبر هدمها، أم ترميمها بطريقة بدّدت ملامحها وهندستها مثل مبنى سينما الأوبرا (فيرجين ميغا ستور) للمعمار بهجت عبد النور الذي خسر الكثير من هندسته الاستثنائية لدى ترميمه. ما أخذه بعض المعترضين على خطوة الأبرش أيضاً، دعوته إلى التبرع بالألوان والدهان لإنجاز رسمته، إذ اقترحوا بدلاً من ذلك أن تُمنح هذه الأموال كمساعدات للفقراء والعائلات المحتاجة. لكن رغم كل الاعتراضات، لا يزال الأبرش مصرّاً على دهن البيضة، نزولاً عند قناعة ضحلة وجاهزة بضرورة محو كل آثار الحرب بالعلم اللبناني، كأن هذه الألوان وحدها كافية لإزالة سنوات وآثار الحرب الدموية، وكما لو أنه هو وحده يملك الحق في تقرير شكل البيضة الجديد. الآن، لا يزال الأبرش ينتظر حصوله على الإذن من بلديّة بيروت والشركة المالكة. علماً أن بيروت شهدت في السابق، تدخلات فنية في بعض أبنيتها، لكن من دون أن يؤدي ذلك إلى تشويهها، آخرها ما قام به الفنان جاد الخوري في برج المرّ العام الماضي، حين علّق ستائر ملوّنة على كل نوافذه، من دون أن يشوّه أو يبدّل من شكل المبنى، قبل أن تجبره «شركة سوليدير» على إزالتها.

0 تعليق

التعليقات