دمشق | تتوزع «جوقة الفرح» حالياً على مجموعات بحسب العمر، بعدما زاد عدد أعضائها خلال مسيرتها الطويلة. الفرقة التي تأسّست عام 1977، مؤلفة من 55 طفلاً قبل أن يصل عدد منشديها إلى 500 تراوح أعمارهم بين 7 و75 عاماً. ارتبط اسم هذه الجوقة عند السوريين بالأعياد المسيحية، خصوصاً الميلاد. تمكّنت من كسر الحدود الضيقة للفرق الدينية، وتخطّت بعض التابوهات عندما أثبتت حضوراً مختلفاً، سُجّل لصالح رسالة المحبة والسلام التي تحملها، بالإضافة إلى سفرها الدائم وإقامتها سلسلة حفلات في أوروبا وأميركا وأستراليا، عدا عن إحياء احتفال مشترك مع فرقة إنشاد إسلامي معروفة والمنشد الراحل حمزة شكّور. من ناحية أخرى، قدمت الجوقة عروضاً مسرحية، وأنشطة مختلفة احتفاءً بعيد ميلادها، وظلّ مؤسسها الأب الياس زحلاوي يتمتّع بمكانة وجدانية خاصة لدى غالبية السوريين.قبل أيّام، حملت الجوقة عدّتها وتوجّهت إلى «سجن عدرا المركزي» (ريف دمشق) لتقيم حفلة خاصة بالسجناء بعنوان «لحن الأمل»، بمشاركة مجموعة من القابعين خلف القضبان و55 فرداً من أعضاء الفرقة. استمر التحضير لهذا الموعد أكثر من شهر، وتعتبر الجوقة أنّها أنجزت أهم سهرة في رصيدها وأجمل نشاط يمكن أن يقام، بحسب التصريحات الصحافية لزحلاوي.
وُلدت الفكرة من تغييب السجناء عن أي مشهد احتفالي أو ترفيهي، على الرغم من أنّهم عايشوا الحرب على مدار السنوات الثماني الماضية وهم داخل سجنهم، وعانوا من القلق على أهاليهم، كما أنّهم كانوا فعلياً تحت الخطر بسبب توتر الأوضاع حول السجن وتحوّل المكان إلى منطقة اشتباكات دائمة، لأنّ بناءه يحاذي مدينة دوما التي كانت تعتبر معقل «جيش الإسلام».
في حديثهم عن خصوصية هذه الحفلة، عبّر أفراد الجوقة عن شعورهم في البداية بقلق كبير من دخول السجن، لكن هذا الإحساس سرعان ما تبدّل بعدما وجدوا أنفسهم بين أشخاص يملكون مواهب ومساحة كبيرة ميّالة للفرح.
الحدث الذي تداولته الصحافة المحلية والعربية، يعيد إلى الأذهان نشاط المخرجة اللبنانية المعروفة زينة دكّاش التي اشتغلت على مشاريع فنية عدّة مع نزلاء «سجن رومية»، من بينها مسرحيتا «جوهر في مهب الريح» و«12 لبناني غاضب».