أوّلَ (أوّلَ) ما فتحتُ البابَ وخطوتُ خارجاً، فتحوا عليّ النارَ وأَردوني. أحدٌ قال: حسبناكَ طائرَ حجل. وآخر: دجاجةَ أرض. وثالثٌ قال: أرنباً.
خلاصةُ الأمرِ أنني متُّ. واحتُسِبَت الواقعةُ موتاً بسببِ الغفلةِ وسوءِ التدبير.
القتلةُ تَأَسّفوا. الشهودُ (إذْ كانوا جميعاً مُنصِفين وعشّاقَ حقيقة) لزموا الصمت. والأصحابُ، الأصحابُ إيّاهم، حزنوا وذرفوا أسفاً كثيراً... وكثيراً من العتابِ والدمع. وأنا أدّيتُ ما عليّ وَ متّ.
أمّا القاضي، إذْ لا يليقُ به أنْ يكون أقلّ إنصافاً، فقالَ: يا ولدي، يا حبيبي! في مرّاتٍ قادمة ــ حرصاً على سلامتكَ وسلامةِ قاتِليك ــ حالَـما تفتحُ البابَ وتَهمُّ بالخروج، ألقِ تحيّةَ الصباح على قنّاصي الصباح، وقلْ بحيثُ يسمعكَ الجميع... أصحاباً وشهوداً وصيّادين:
أنا لستُ أرنباً ولا جَدياً ولا دجاجةَ أرض. أنا «صاحِب».
..
لعلّ، في مرّاتٍ قادمة، سيكون موتي أهونَ على الجميع، وأقلّ غموضاً وإيلاماً.
لعلّ وعسى...
20/2/2019