تَذَكّروا، ولا تَنسوا!في العهودِ الغابرة، عهودِ ما قبلَ نُشوءِ الآلهةِ والنبيِّـيـنَ والعقائد، كانتِ الأرض.
هذه الأرضُ كلُّها كانت بلاداً واحدةْ
بلاداً جميلةً، هانئةً، وَ واحدةْ
وراضيةً، راضيةً فوقَ ما تَتخيَّـلون، بجمالها وهَناءَتِـها ووحدتها.
بلاداً عامرةً بالأشجارِ والأطيارِ والبهائمِ والينابيعِ والأغاني. وتَفوحُ مِن كلّ مكانٍ وكلِّ قاطِنٍ وكلِّ شيء: رائحةُ السعادةْ... السعادةِ التي لا لُزومَ لها بطبيعةَ الحال.
ثمَّ فجأةً: «هوبْ!»... وهَـبَـطَ عليها الإنسان.
هكذا (في فُجأةٍ غامضةٍ لا يُعرفُ مَصدرُها ومُقتَـرِفُها):
«هوبْ!»... وهبطَ عليها الإنسان.
ثمّ : كانَ ما كان.
..
ــ والآنْ؟...
ــ الآنَ، لا تسألوني!
تأَمَّـلوا في ما أنتم عليه؛ واسألوا أنفسَكم!
26/1/2018