بعدما شهد العام الماضي صدور كتاب «المكان» (دار قنبز) الذي يعتبر سيرة ذاتية للأديبة إملي نصر الله (1931 ـــ 2018) ويدور حول الهاجس الذي شغل صاحبة «طيور أيلول»، ألا وهو الهجرة، تنظّم جمعية «بيت طيور أيلول» و«جمعية كوكبا للنمو الريفي»، بالتعاون مع «اتحاد بلديات الحاصباني، وبلديتَيْ «كوكبا»، و«الكفير»، مشروع «درب طيور أيلول»، يومي السبت والأحد المقبلين. في اتصال مع «الأخبار»، تسرد لنا مهى نصر الله ابنة الأديبة اللبنانية، أنّ الفكرة جاءت من العقيد ناصيف عبيد، الذي أراد وصل القرى بعضها ببعض في منطقة حرمون وحاصبيا.

لذا عمل على إطلاق هذا «الدرب»، الذي يجمع ما بين الثقافة والتراث واللقاءات الإنسانية. طبعاً، اسم المسار مستوحى من عنوان رائعة إملي نصر الله «طيور أيلول»، وسيصار في هذه الرحلة، التي تمتد على يومين، الى زيارة قرية كوكبا التي ولدت فيها نصر الله، ومنزلها الذي تحوّل مزاراً ثقافياً ومتحفاً في «الكفير». وما بين المكانين، محطات متنوعة ثقافية وإنسانية، أولاها تبدأ من كوكبا نهار السبت، واكتشاف لمعالمها، وقراءات لمؤسسة «دار قنبز» نادين توما من كتاب «المكان»، ليصار بعدها الى عرض فيلم «عودة طيور أيلول» للمخرجة اللبنانية كارول منصور، الذي صوّرته عام 2011، عندما بلغت الكاتبة الراحلة الثمانين.
هو شريط قصير لم يعرض من قبل أمام العامة، نفّذته منصور قبيل وفاة نصر الله، وهو مخصص للعرض فقط في «بيت طيور أيلول» (الكفير) لينتهي اليوم الأول بتنظيم اجتماع لأهلها مساء على عشاء قروي. أما نهار الأحد، فموعد انطلاق رحلة السير (7:30)، نحو المكان الذي ولدت فيه نصر الله، في كوكبا، وصولاً الى «بيت طيور أيلول» منزلها الذي ترعرعت فيه في الكفير، وزيارة المعلم الثقافي الذي بات «معرضاً دائماً للهجرة» وفق ما تقول لنا مهى نصر الله. يضم المعلم كتبها ومكتبتها الخاصة، الى جانب العمل في الوقت الحالي على الأرشيف الخاص بها، ورقمنته، كي يصبح متاحاً في ما بعد على الشبكة العنكبوتية. وينتهي اليوم الأخير أيضاً بغداء قروي يهدف الى تشجيع الصناعة المحلية للمأكولات من مؤن وحلوى.

«درب طيور أيلول»: السبت والأحد المقبلان في قريتَيْ «كوكبا» و«الكفير» (جنوب لبنان) ــــ للاستعلام : 03/243273