كلّما تألّمتَ/ كلّما بكيتَ/ كلّما شكَوتَ مِن جرحٍ ينزفُ ولا تجدُ لهُ ضماداً، كلّما وقعتَ في ضائقةٍ.. ضائقةِ فؤادٍ أو ضائقةِ عقل،
كلَما خِفتَ وصرختَ: «يا اللّــهُ، أَنجدني!» فلا يسمعُ صرختَكَ صاحبٌ، أو عابرُ سبيلٍ، أو ناطورُ مقبرةٍ، أو «اللّـــه»،
كلّما وكلّــما وكلّـــما...
يهبُّ مِن حولكَ، مِن فوقكَ وتحتِكَ وأحشائكَ وعينيكَ وما بين يديكَ وقدميك،
آلافُ آلافِ القضاةِ والشهودِ والقَوارِضِ والزُّعرانِ الـمُـحَلَّفين
(أولئكَ الذين خَـوَّفوكَ، وآلَموكَ، وأسالوا دمكَ ودمعتَك، ونَكَؤوا جراحَكَ، وأوقعوكَ في الـمَهالِكِ والضائقات)
يَهبّون بكاملِ براءتِهم، وأناقتِهم، وابتساماتِهم، وبياضِ قفّازاتِهم وأنيابِهم وضمائرِهم،
ويسألونكَ (يسألون كمنْ لا يعرفُ ولم يعرفْ):
أيها الوغد!
أيّها الأفّاقُ، السفيهُ، الكاذبُ، الوغد..
مِن أينَ تأتي بكلّ هذه التُّـرّهات؟
.. ..
انتهت القصّة!
هم يواصلونَ العواءَ والضحكْ
وأنتَ تُواصِلُ دمعتَكْ.
انتهت!...
29/7/2018