حقوق مصروفي «المستقبل»: آخر العلاج... الشارع!

  • 0
  • ض
  • ض

لا يعرف مصروفو جريدة «المستقبل» من أين يبدأون لتوصيف وضعهم الاجتماعي والمادي بعد إقفال الجريدة (تأسست عام 1999) أوائل شباط (فبراير) الماضي. أحد الصحافيين يختصر لـ«الأخبار» واقع المصروفين (أكثر من مئة موظف)، قائلاً: «ما عم سوق سيارتي لأنو ما معي حق عبّي بنزين. «مصرف الإسكان» يمكن ياخد بيتي لأني ما دفعت القسط من شهور. ولادي طردوهن من المدارس». يتنهّد قبل أن يتابع «هذا ناهيك عن حالتي النفسية التي أثّرت على عائلتي بعد ترك عملي». منذ شهر شباط، أُوقف العدد الورقي من «المستقبل»، لتتحوّل إلى جريدة رقمية بالكامل يوم 14 شباط، أي في ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. رغم انطلاقتها كمنصة إلكترونية رافقتها حملة إعلانية «ضعيفة»، إلا أنّ «المستقبل» لم تشدّ انتباه المتصفّح. بالعودة إلى قضية المصروفين، فقد عصفت الأزمة بأروقة «المستقبل» منذ أعوام، وتحديداً في 2012 يوم قرّرت السعودية رفع الغطاء المالي والسياسي عن رئيس الحكومة سعد الحريري. هكذا أُقفلت الصحيفة وتلقّى المصروفون وعوداً من مدير تحريرها جورج بكاسيني بدفع التعويضات في شهر أيار (مايو) المقبل. مع العلم أن المصروفين لهم في ذمّة الصحيفة أكثر من 12 شهراً، وهي الفترة التي لم يتقاضوا فيها معاشاتهم رغم عملهم اليومي فيها. وهذا الرقم يضاف إلى تعويضات كل مصروف، نسبة لعدد سنوات خدمته مع الطرد التعسفي وفق ما ينصّ عليه قانون العمل اللبناني. في جديد القضية، أنّ المصروفين علموا من أطراف سياسية وإعلامية دخلت على خطّ الوساطات، أنّه ليس بإمكان الحريري دفع تعويضاتهم كاملة بسبب أزمته المالية. كما تلقّوا عرضاً بخفض نسبة تعويضاتهم لنحو 70% في المئة، مع إمكانية تقسيط المبلغ لعامين متتاليين يدفع فيهما نحو 300 دولار شهرياً (أو 500) حسب حجم المبلغ. هذا العرض رفضه المصروفون رفضاً قاطعاً، ليعود وزير العمل كميل أبو سليمان أمس ويدخل على خطّ الوساطة، طالباً منهم فرصة لإيجاد حلّ بينهم وبين الحريري للتوصل إلى اتفاق حبّي. افق المصروفون، متأملين أن تنتهي قضيتهم على خير. ويلفت مصدر لـ«الأخبار» إلى أن المصروفين خرجوا أخيراً من اجتماع مع وزير العمل، مهدّدين بالنزول إلى الشارع قريباً والتظاهر أمام «بيت الوسط». ويضيف أن كلام الحريري يتناقض مع كلام بكاسيني الذي وعد المصروفين بدفع كامل أتعابهم خلال فترة وجيزة. ويوضح المصدر أن المصروفين تقاضوا في بداية هذا الشهر معاشاً واحداً، هو بمثابة شهر الإنذار فقط. على الضفة نفسها، يسيطر الخوف على المصروفين لأن مجموعة من زملائهم الذين تركوا «المستقبل» قبل إغلاقها قبل أكثر من عام، لم ينالوا حقوقهم لغاية اليوم. علماً أنّه منذ فترة، أنشأ المصروفون صفحة لهم على الفايسبوك تحمل اسم «صفحة مصروفي جريدة المستقبل» يعرضون فيها آخر التطورات بشأن قضيتهم، والصفحة تتجدّد كل فترة وتتضمّن مناشدات الحريري لحلّ قضيتهم.

0 تعليق

التعليقات