ما حدثَ، في مَنامِ الليلةِ الفائتة، أنني كنتُ ضيفاً على «بطرسَ» العظيم في قلعتِه.وإذْ لم يكنْ في الإيوانِ أحدٌ سوانا، بادَرني «بطرس» بالسؤال: ألَكَ قلبٌ قويّْ؟
قلتُ: أظنّ. أظنُ وآمل.
قالَ: فإذنْ، الليلةَ ستَقتلُ «لي» أخانا العزيزَ المسيح.
رآني بُـهِتُّ. فقال على الفور:
كنتُ أعرفُ أنّ لكَ قلباَ ضعيفاً كقلبِ أبيك. أنتم سلالةُ خَوّافين، جبناءَ، خائري القلوبِ والأَدمغةْ. ولا أملَ يُرجى منكم حتى لذبحِ «مسيحٍ» نائمٍ في عُشِّ يمامةْ.
حسنا! لا تَجزعْ يا صغيري ولا يَهـلَعْ قلبُك! سأقتلُهُ أنا بيدَيّ.
أَدرتُ له ظهري، وتـَهَـيّأتُ لمغادرةِ القلعة (الحقيقةُ أنني غادرتُ الحلمَ نهائيّاً، وألْفيتُ نفسي قبالَةَ النهار/ النهارِ الحقيقيّ).
..
لا أعرفُ، ولا تُفيدُني في شيءٍ معرفةُ: أينَ مضى «بطرس»؟ وما الذي يمكن أنْ يكونَ قد فعلهُ في فصلِ الختام الذي فاتَني مِن المنام. لكنني على أَتَـمِّ اليقين مِن أنّ الثواني القليلةَ الضائعةَ، ما بين مغادرتي المنامَ وبُـلوغي هذه الصبيحة، كافيةٌ لِأنْ يكون صاحبي - خلالَ هذه الغَـيبةِ الصغيرة- قد أَنجزَ مهمّتَهُ على أَكملِ وجه، وأجْهَزَ على قلبِ صاحبِه.
3/12/2017