تائهٌ في الصحراء (في صحراءِ الصحارى) وأعرفُ أنْ لا أحدَ سيَسمعُ بوقَ استغاثي.
(في صحراءِ الصحارى...)
ومع ذلك، نكايةً بالآلهةِ والبشرِ وقدّيسي وكالاتِ الغوث،
سأطلِقُ بوقَ استِغاثتي على آخرِه
على آخرِهِ، كمنْ يَـتَـرَنّـمُ بسماعِ موسيقى.
على آخِرِ آخِرِهِ سأُطلِقُ البوقْ
مُكْـتَـفِـياً (وهذا ليس بالأمرِ اليسير)
بأنني لم أَصِر ميّتاً بعد،
وسعيداً لأنني، كجميعِ الواقعين في الحياة،
لا أزالُ قادراً
على سماعِ استِغاثةِ نفسي.
20/11/2017

وحشة

تَعالوا!... تعالوا وتَعالَين!
المكانُ واسعٌ ومُرَتَّبْ،
والأنفاسُ ــ أنفاسُ وحِيدِيْــهِ ــ
لا تَكفي لتَبديدِ وحشتِه
وتَدفِئةِ ما تَـراكَـمَ في زواياه
مِن هواءٍ صَدِئٍ، وضوضاءِ صمت.
تعالَوا و... تَعالَين!
وانتبهوا!
هناكَ، في أَعـتَـمِ ركنٍ من الملجأ،
نجمةٌ هَرِمةٌ تلفظُ آخرَ أنفاسِها
وقلبٌ عليلٌ يشتاقُ إلى حنانِ ذابـِحيهِ... وينتحب.
20/11/2017