الآن، في زمنِ القلوبِ المعدنيّة، والأدمغةِ المتخمةِ بنفاياتِ الأحشاءِ ونفاياتِ العقائد،
ما عاد أحدٌ، حين يؤتى على ذِكرِ الشعراء، يتذكّرُ رسولاتِ الوحيِ، وجِنّياتِ الأوديةِ والمتاهات.
الآنَ، حين يؤتى على ذِكرِ الجَمال،
لا أحدَ يتذكّرُ ضريبةَ المكابدةِ، وعقوبةَ الأحلام.
الآنَ الآن، فيما الشاعرُ يذرفُ آخرَ حسراتِهِ وكوابيسه،
لا يجدُ أهلُ البيتِ، تحت ألسنتهم أو في كهوفِ أدمغتهم، غيرَ هذه الفكرة:
يا للصيرفيّ اللعين !
لا شكّ أنّ ما يتقيّأه الآن
كافٍ لشراءِ كيسٍ من البطاطا،
وثلاثِ أوقيّاتٍ من اللحم،
وعشرين طلقةَ بندقية
مدهونة بأحماضِ الكراهية
ومُدَعَّمة بالصلواتِ واليورانيوم المخَصَّب.
24/2/2015