نعى «اتحاد الأدباء العراقيين» أحد أعضائه المؤسسين، الكاتب والناقد محمد الجزائري (1939 ــ الصورة) الذي انطفأ قبل أيّام في «مستشفى الجامعة» في مدينة غنت البلجيكية، إثر تمزّق في الشرايين أعقب أزمة قلبية حادة أصيب بها. وكان الجزائري قد نقل إلی المستشفى حيث أجريت له عملية لم تتكلل بالنجاح. هكذا، ودّع العراق واحداً من مبدعيه الذين احتضنهم المنفى.
اشتهر الجزائري كشاعر ثم كناقد فني، واستقر في بغداد بعد الستينيات قبل أن يغادر بلاده في أواخر التسعينيات ويحطّ في بلجيكا التي عمل فيها في النقد الروائي والفني، كذلك دخل قسم الرسم المسائي في «أكاديمية سانت لوكاس» ورسم العديد من اللوحات، لكنّه عدّ نفسه هاوياً. وقد عانى الراحل كثيراً قبل هجرته في الثمانينيات وما بعدها.
مسيرة محمد الجزائري المهنية غنية جداً. عمل في الصحافة، وشغل مناصب كثيرة، بينها سكرتير التحرير المسؤول في مجلة «الرواق» المتخصصة في الفن التشكيلي، ومسؤول التحرير للملحق الأسبوعي المستقل في جريدة «الجمهورية»، ورئيس تحرير مجلة «الأدب المعاصر»، ورئيس تحرير مجلة «فنون» عام 1986 قبل إغلاقها، ومسؤول عن القسم الثقافي والفني في مجلة «الرافدين» مطلع عام 1991 إلى حين إغلاقها بعد 4 سنوات.
إلى جانب نشر أبحاثه ودراساته النقدية في أشهر الصحف والمجلات العربية الكبرى، أصدر الجزائري عدداً كبيراً من الكتب، منها: «الفن والقضية (دراسة نقدية تشكيلية)» (عام1977)، و«عطا صبري (دراسة نقدية تشكيلية)» (عام 1977)، والكتاب الأوّل في سلسلة «فنانون عراقيون» (عام1978)، و«البيت (نص إبداعي)» (عام 1988)، و«أسئلة الرواية (دراسة نقدية) جدل الرؤية والتسجيل في الرواية العربية المعاصرة» (عام1989)، و«مقامات الحريري (دراسة نقدية وكتابة ثانية للمقامات)» (عام 1990).
أما آخر النصوص التي نشرها، فكانت عبر فايسبوك في مناسبة عيد الفطر.