منذ مطلع العام الجاري، لا تزال الناشطة البيئية لورا شتاينباخ تنتظر موافقة وزارة الزراعة اللبنانية على تحمّل تكلفة وإجراءات ترحيل القرد «مسعود» (الصورة) الذي حرّرته بعدما اشتراه أحدهم ليقتنيه في حديقة منزله في أنصار (قضاء النبطية ــ جنوباً). في قفص حديدي بجوار «مركز شتاينباخ» للاهتمام بالحيوانات الأليفة في الحوش (صور)، يقبع قرد من نوع البابون صار اسمه «مسعود» إثر تمكّن السيدة الألمانية المقيمة في لبنان من إنقاذه.
قصدت لورا أنصار صدفة لتعاين كلباً، عندما علمت بأمر «مسعود». الشخص الذي كان بحوزته، اشتراه من متجر لبيع الحيوانات الأليفة في صور بمبلغ 1500 دولار أميركي لتقديمه هدية لأصدقائه. بعد أيام، رد الأصدقاء الهدية بعد اكتشافهم أن البابون ليس حيواناً أليفاً قابلاً للاقتناء في منزل. احتاجت شتاينباخ لساعات عدّة لتقنع الشاري بتسليمها «مسعود»، تمهيداً لترحيله إلى موطنه الأصلي في أفريقيا، بعدما أوضحت له بالصوت والصورة كيف أنّ البابون الذي تتشابه تركيبته الجينية كثيراً مع الإنسان، طباعه شرسة وأنيابه حادّة ويداه طويلتان قادرتان على التقاط الأشخاص والحيوانات من داخل القفص، فضلاً عن حركاته الجنسية وأكله لحيوانات صغيرة من فصيلته أحياناً.
ظنّت شتاينباخ أن الدولة ستسارع إلى ترحيله بعد إقرار قانون حماية الحيوانات والرفق بها، إلا أنّ الوزارة أبدت «استعدادها لتخليص الشهادات الصحية اللازمة لترحيله، لكن من دون تكبّد نفقات السفر». علماً بأنّ ترحيله إلى أي بلد، يحتاج إلى تواصل رسمي مع وزارة الزراعة في البلد المعني للموافقة على استقباله. وتحسّباً لهدر الوقت، تواصلت شتاينباخ مع جمعيات ألمانية متخصّصة، لكنّها لا تزال تنتظر الجواب. وحتى ذلك الحين، يقبع «مسعود» في قفص وسط حي سكني، فيما تتشارك شتاينباخ وعدد من المتطوعين في تأمين الطعام له. في الوجبة الواحدة، يتناول كيلوغراماً واحداً من الموز ويتلذذ بالفلافل والشاورما والفواكه، لكنّه يحتاج لحراسة دائمة منعاً لاقتراب الناس منه أو تمكنه من كسر القفص.
تقول لورا شتاينباخ إنّ «مسعود» هُرّب من سوريا بطريقة غير شرعية، وهو واحد من عشرات الحيوانات الشرسة التي سُرقت من حدائق الحيوانات هناك خلال الأزمة المستمرة. إذاً، واقع الحيوانات بين التجّار ومحال البيع لم يتغيّر على الرغم من إقرار القانون الخاص بها، والذي تتناول المادتان 8 و9 منه تنظيم ترخيص بيع هذه المخلوقات وتكاثرها بإشراف وزارة الزراعة، منها شرط وجود طبيب بيطري يهتم بها.