القاهرة | مساء أوّل من أمس، أُعلن في مصر عن أهم وأخطر صفقة في الإعلام خلال 2017، إذ استحوذت شركة «إيغل كابيتال» للاستثمارات المالية، التي ترأس مجلس إدارتها داليا خورشيد، على حصة إمبراطور الإعلام المصري أحمد أبو هشيمة (الصورة).
هناك من يعيد ترتيب أوراق اللعبة عبر رص الورق على المنضدة، وسحب ورقة إمبراطور الإعلام المصري من المشهد فجأة. عنصر المفاجأة كان البطل في أهم صفقة تمت خلال العام الحالي. الحكاية بدأت بشائعات تفيد بأنّ هناك تغييرات كبيرة تجري في السرّ لإزاحة رجل أعمال كبير يستثمر في مجال الإعلام. لم يتخيّل أحد أن يكون هذا الرجل هو أبو هشيمة، الشاب الذي ظهر فجأة وسيطر على منابر إعلامية مؤثرة، وكان مثار جدل كبير منذ ظهوره على الساحة العامة كزوج (ثم طليق) للفنانة اللبنانية هيفا وهبي. كان ذلك قبل ثورة يناير 2011 بسنتين، غير أنّه ظهر كرجل أعمال كبير يقترب من السياسة بعد 30 يونيو 2013 والإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين. ومع عام 2016، ظهرت طموحاته لدخول مجال الإعلام.

رجل الأعمال الذي يستثمر أمواله بشكل رئيس في صناعة الحديد، فاجأ الجميع أيضاً عندما اشترى في منتصف 2016 مجموعة قنوات on tv من رجل الأعمال المصري الشهير نجيب ساويرس، وقبلها كان قد سيطر على جريدة وموقع «اليوم السابع».
وبعد صفقة on tv، تمكّن من شراء جريدة «صوت الأمة» الأسبوعية، وعدد من المواقع الإخبارية والمنوّعة الأخرى، إضافة إلى حصته في شركة «بريزنتيشن سبورت» التي تملك حق إذاعة الدوري المصري حالياً.
الشائعات استمرت حتى مساء الاثنين عندما أعلنت شركة «إيغل كابيتال» عن نجاحها في الاستحواذ على حصة أبو هشيمة فى شركة «إعلام المصريين». في هذا السياق، قالت داليا خورشيد إنّ هذه الخطوة تمثّل «باكورة الصفقات الاستثمارية للشركة، مما يعكس اهتمامنا بهذا القطاع الاستراتيجي الذى يمس حياة المواطن بشكل يومي». علماً بأنّ خورشيد سبق أن كانت وزيرة للاستثمار، وتزوّجت محافظ البنك المركزي الحالي طارق عامر بعد خروجها من الحكومة.
وأعلنت «إيغل كابيتال» عن تعيين المهندس أسامة الشيخ، الرئيس السابق لـ «إتحاد الإذاعة والتلفزيون»، في منصب رئيس مجلس الإدارة، والعضو المنتدب لشركة «إعلام المصريين» للتدريب والاستشارات الإعلامية.
في تعليق على هذه التطوّرات، أعرب أحمد أبو هشيمة عن امتنانه لفريق العمل وجهوده المبذولة لبناء وتنمية شركة «إعلام المصريين» وترسيخ ريادتها بين أبرز المؤسسات الإعلامية في مصر، مشيراً إلى أنّه «واثق بأن الشركة والشركات التابعة لها وفريق العمل سيستمرون في الأداء المتميز والريادة» تحت مظلة «إيغل كابيتال».
عنصر المفاجأة هذا دفع كثيرين إلى توقّع مستقبل مختلف للإعلام المصري، إلا أنّ مصدراً مطلعاً قال لـ «الأخبار» إن التغيير الذي حدث في «إعلام المصريين» لن ينعكس على المحتوى الذي تقدّمه وسائل الإعلام التي تملكها الشركة. ولفت في الوقت نفسه إلى أنه من غير المطروح حالياً «إجراء أي تعديل في صفوف قيادات الشركات الإعلامية التابعة لهذه المجموعة، وبالتالي سيظل خالد صلاح رئيساً لتحرير جريدة وموقع «اليوم السابع»، وسيبقى عمرو رزق، رئيس شبكة قنوات «أون تي في»، مع استمرار أحمد عبد التواب رئيساً لقناة «أون تي في» الإخبارية، وجمال الشناوي رئيساً لتحريرها». رأي، أكّده مصدر آخر شدّد على أنّ المنابر الإعلامية التي أصبحت تحت سيطرة «إيغل كابيتال» ستبقى كما هي لناحية «القيادات الموجودة حالياً على الأقل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة».