بعد الضجة والصدمة اللتين أثارهما توقيف الممثل المسرحي زياد عيتاني المشتبه في تعامله مع استخبارات العدو الإسرائيلي في الأوساط الشعبية والثقافية اللبنانية، تعرض «الميادين» غداً الأحد الفيلم الوثائقي «عملاء» (إعداد وإخراج :عباس فنيش ــ إنتاج «الميادين») الذي يتطرّق إلى تهاوي شبكات العملاء، ولا سيما بعد عامَي 2009 و2010، حين سقطت عشرات شبكات التجسس الإسرائيلية.
كُشف في تلك الفترة عن حجم اختراق العدوّ واستباحته للبنان ودخوله إلى كل قطاعاته الحيوية، وعلى رأسها الاتصالات. ويبرز هنا على نحو خاص اسم شربل قزّي المهندس في شركة «ألفا». سيتناول الفيلم حقبة ما بعد حرب تموز 2006، مع بدء ما سُمي «الزلزال». على مدى 50 دقيقة، يضيء الشريط على نماذج كانت رأس حربة في هذا المجال واستطاعت عمالتها (ما يزيد على 140 شخصاً) إحداث هزّات أمنية وشعبية حساسة في البلاد. يستند الوثائقي إلى قضيتين مهمتين: اغتيال القياديَيْن في «حركة الجهاد الإسلامي» نضال وجهاد المجذوب في صيدا في عام 2002، واغتيال القيادي في «حزب الله» غالب عوالي بعد عامين. يتخذ العمل من هاتين الحادثتين وتفاصيلهما مدخلاً لتناول أدوار العملاء: محمود رافع، أديب العلم وناصر نادر. هنا، ينتقل الحديث إلى الجوانب التقنية المستخدمة لعمل الموساد على الساحة اللبنانية، والذي بدأ في عام 1976، من خلال قائد «المنطقة الشمالية في وحدة تجنيد المصادر البشرية في الجهاز 504» يائير رافيد. ثم يتوسّع الفيلم ليشمل «جيش لحد» وسعد حداد، لتبدأ بعد التحرير (عام 2000) مرحلة مختلفة في التعاطي القضائي مع ملف العملاء، إذ أسهمت الأحكام المخففة بحقهم في فتح الباب واسعاً أمام ازدياد وتيرة التجنيد من قبل العدو داخلياً. في هذا السياق، لا بد من استذكار العميل زياد الحمصي، رئيس بلدية «سعدنايل» سابقاً، الذي انتقل من الخط العروبي المقاوم إلى العمالة بعدما أغرته وعود العدو بالمناصب الاجتماعية وبالمال، لينتهي به الأمر باحثاً عن أشلاء جنود إسرائيليين قتلوا في معركة «بيادر العدس» في منطقة السلطان يعقوب (1982). سياقات مختلفة تتقاطع في شريط «عملاء»، لتربط خيوطها عبر التفتيش عن أسلوب المشغّل الإسرائيلي. سلسلة مقابلات يجريها العمل مع متخصصين وأمنيين، بغية توضيح هذا الربط، حيث سيطل رئيس «المحكمة العسكرية» السابق العميد الركن نزار خليل، الذي أصدر أوّل حكم إعدام بحق العميل محمود رافع، والمحامي صليبا الحاج، المتابع لملف العملاء في «المحكمة العسكرية»، والصحافي هثيم زعيتر مؤلّف كتاب «زلزال الموساد» بالتعاون مع قيادة الجيش اللبناني. كما سيحضر الجانب الإنساني الذي تلخصه والدة الشهيدين جهاد ونضال مجذوب، وعائلة الشهيد غالب عوالي، وتحديداً زوجته وابنته.

شريط «العملاء»: غداً الأحد ــ الساعة التاسعة مساءً ــ على قناة «الميادين».