(تجربة في الخندق...)
إنْ كنتَ راغِباً حقّاً في إنقاذِ ما بقيَ من الحياة:
أَنصحُكَ بهذه التجربةِ العسيرةِ الهيِّنة:
وأنتَ في الخندق،
إرفعْ رأسكَ إلى فوقُ... قليلاً إلى فوق (إنْ كنتَ تخافُ طلقةَ عدوِّكَ، أو غدرَ صاحبِكَ، أو تأنيبَ حارِسِ شجاعتِكْ)
وقُلْ, مُتَوَجِّهاً بندائِكَ إلى سَبْعِ جهاتِ الميدان:
«سامَحتُكَ، وأحِبُّكَ، ومحتاجٌ إلى نَجاتِكَ ورحمتِك».

وافهَمني أيضاً! افهَمني وصَدِّقني!
إنْ كنتَ لا تستطيعُ أنْ تصرخَ هذه الكلمات (عجزاً، أو حياءً، أو خوفَ مَلامةٍ، أو عنادَ قويّ)
فقُلها بقلبِك! فكِّرها في قلبِكَ لا أكثر!
قلها صادقاً فقط! فَكِّرها صادقاً... فقط!
ثمّ, إنْ شئتَ، عُد إلى قاعِ الخندقِ
وانتظِرْ رسالةَ الحياةْ.
حينئذٍ، كُنْ على ثقةْ:
مَنْ يَعنيه الأمرُ (الخائفُ، والضعيفُ، والمحتاجُ إلى الرحمةِ والمغفرةِ والحبّ...)
سيسمعُها بقلبهِ هو الآخَر
و... سيقولُ قلبُهُ: «لبَّيكْ!».
وكُنْ على ثقةٍ أيضاً... كنْ على تمامِ الثقةْ:
بدونِ أنْ تَـنتبِه، بل وحتى بدونِ أنْ تُصَدِّق،
ستكونُ شريكاً في إنقاذِ ما بقيَ مِن نَصيبِهِ ونصيبِكَ في الحياة.
قُلْها إذاً!
قُلها وأَنقِذِ الـ... حياةْ!
26/12/2016