على إحدى قاعات «كلية الفنون الجميلة والعمارة» في الجامعة اللبنانية (منطقة الحدث)، علّقت أمس ورقة تخبر الطلاب بتاريخ إطلاق جائزة «ريشة بيار» التي ترعاها «مؤسسة بيار صادق» من هناك. لم تمض ساعات من هذا النهار، حتى نجحت الحركة الطلابية داخل الكلية، وتحديداً طلاب «الفنون الإعلانية والتواصل البصري»، في وقف المحاضرة التي تتضمن إطلاق فعاليات هذه الجائزة، وألغوا هذا النشاط بفعل الضغط الذي مارسوه على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الميدان أيضاً.
المؤسسة التي أرادت إطلاق جائزتها بنسختها الثانية هناك، والموجهة الى الطلاب المسجلين في برامج الفنون والهندسة والتصميم في الجامعات اللبنانية، بالتعاون مع «الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة» (ALBA)، وجامعة «البلمند»، وجامعة «إستيان» الباريسية، لم تنجح في ذلك، بسبب نشاطها السابق في آذار (مارس) الماضي، حين استضافت الرسام الفرنسي المعروف باسم «بلانتو». يومها، راح الأخير يروّج ــ ضمن معرض كاريكاتوري بعنوان «رسوم من أجل السلام» ـــ لمساواة الجلاد المحتل بالضحية الفلسطيني، عدا دمجه بين المقاومة والتكفير. خطوة سرعان ما لاقاه طلاب «الفنون» وقتها، بالدعوة الى مقاطعة الجائزة السنوية لـ «مؤسسة بيار صادق»، بما أنها «تخالف القانون وترّوج للتطبيع الثقافي»، وتستغل الطلاب في الكلية وتسرّب إليهم هذا التطبيع تبعاً لما أتى وقتها في بيان طلاب «الفنون».
اليوم، قطع الطلاب الطريق على هذه الجائزة، وأخذوا منذ أول من أمس، يفعّلون حركتهم على المنصات الافتراضية، على رأسهم خريج «العمارة» حيدر مستراح. وأمس قدمت الطالبة ريان العسّ، كتاباً اعتراضياً باسم طلاب الفنون، موجهاً الى الطاقم الإداري في الكلية، تذّكر فيه بتقديم عريضة في العام الماضي، وقعّها أكثر من 60 طالباً/ة تدعو إلى وقف «الترويج للتطبيع الثقافي مع إسرائيل»، وتطلب من الكلية «تعليق مشاركة «مؤسسة بيار صادق»، في المحاضرة، المنوي تنظيمها اليوم. البيان ألقى الضوء على نشاط هذه المؤسسة التي ترتكب التطبيع الثقافي، وعلى «اسلوب الاحتيال واستغلال الطلاب وجرّهم للتطبيع» في انتظار إعلان عمادة الكلية موقفها، وباقي الكليات التي تستهدفها هذه المؤسسة.
في هذا الوقت، قام الطالبان حسين حيدر ومحمد فاضل، بتنظيم حركة اعتراضية لمنع إقامة هذه المحاضرة، في التظاهر ظهر اليوم في حرم الكلية لمنع هؤلاء من الدخول، قبل أن يبلغوا من الإدارة بأنّ الفعالية قد ألغيت.
نجح طلاب «الفنون» وزملاؤهم إذاً في صدّ تسريب الأجندة التي تسرّبها «مؤسسة بيار صادق»، وتمكنوا من إلغاء هذا النشاط، من خلال توحيد صفوفهم، والضغط على الطاقم الإداري، لمنع تسرّب التطبيع الثقافي الى صفوفهم، ولم يقعوا في الفخ كما حدث في «الأنطونية» العام الماضي، من خلال الترويج لأيديولوجيا مشبوهة، ومخيفة في مساواة المحتلّ بصاحب الأرضي المغتصبة، تحت لواء «السلام» والوئام!