بعد أعمال ترميم دقيقة وحساسة بسبب الدمار الذي ألحقه تنظيم «داعش» بمدينة تدمر التاريخية، عرضت دمشق أمس تمثال «أسد اللات» الذي يعود لألفي عام.وتمكنت المديرية العامة للآثار والمتاحف في دمشق بالتعاون مع البعثة البولندية، من ترميم تمثال «أسد اللات» في تدمر، وعرضته أول من أمس وسط حديقة المتحف الوطني في العاصمة (الصورة).

وقال محمود حمود، مدير الآثار والمتاحف السوري، في كلمته، إنّ ترميم التمثال يأتي ضمن مسعى المديرية لتأهيل القطع الأثرية السورية التي طاولها الإرهاب وفق برنامج استراتيجي تنفذه المديرية بالتعاون مع منظمة «اليونيسكو» وعدد من المنظمات الدولية والباحثين.
وأوضح حمود أن هذا التمثال يُعَدّ من أهم الآثار في بلاد الشام، ويعود إلى القرن الثاني للميلاد، ويبلغ وزنه نحو 15 طناً وارتفاعه ثلاثة أمتار، وهو على شكل أسد يحتضن غزالاً كرمز للسلام، وكان قائماً في معبد اللات في تدمر. وتابع قائلاً إنّ التمثال سيعرض في المتحف الوطني في دمشق في الوقت الراهن، على أن ينقل إلى مكانه في تدمر في مرحلة لاحقة.
ونقلت وكالة «سانا» عن الخبير البولندي بارتوش ماركوفسكي المشرف على مشروع الترميم قوله إنّه نظراً إلى خصوصية هذا التمثال، استُخدم العديد من المواد، التي لا تؤثر فيه وتحافظ على قيمته الأثرية. وتابع: «كان الضرر كبيراً للأسف. فقد دمر بالبلدوزرات، وقد تحطمت الكثير من التفاصيل الخاصة بالتمثال بالكامل، ولكن من حسن الحظ وجدت شظايا التمثال وحطامه وأعيد إلى وضعه الطبيعي». وقال ماركوفسكي الذي أمضى شهرين في ترميم التمثال إنّه «فريد من نوعه ولا تمثال شبيهاً به في تدمر بأكملها». وأضاف: «التمثال عبارة عن رمز عالمي لمدينة تدمر، وكان يستقبل زوار المتحف لأنه وضع على بوابته، وما من سائح زار المتحف إلا وأخذ صورة معه».
وكان تمثال أسد اللات ضمن القطع الأثرية التي دمرها التنظيم في مدينة تدمر عام 2015 بعدما دخل المدينة للمرة الأولى. بعدها، نقل التمثال إلى دمشق بعد تحرير تدمر في آذار (مارس) 2016.
وموّلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أعمال ترميم تمثال أسد اللات. واكتشف علماء آثار بولنديون هذا التمثال في تدمر عام 1977. وشهدت تدمر أيضاً تدمير قوس النصر الشهير على أيدي عناصر «داعش».