تعزيزاً لذاكرة الطيبة وتراثها، تُطلق بلدية الطيبة (مرجعيون) عشر بطاقات بريدية تتنوّع بين الأسود والأبيض منذ عام 1958 وصولاً إلى الملوّنة في 2016، ميّزتها ببطاقة «تحية» تحمل صورة لوحة من أعمال الفنان التشكيلي وجيه نحلة الذي رحل في شباط (فبراير) الماضي عن 85 عاماً.
وتأتي هذه المبادرة على هامش مهرجان «جبل عامل الثقافي التنموي الثالث عشر»، تحت عنوان «لاقونا عالطيبة 2017».
مشاهد مختلفة من أحياء «الضيعة» التي كانت متواضعة ببيوتها الحجرية عام 1961، ترافقت مع تشييع رئيس المجلس النيابي آنذاك أحمد الأسعد. وهناك صورة من احتفال عيد الاستقلال في عام 1964، وأخرى ملوّنة لـ «مشروع الطيبة» الذي أنشأته مصلحة مياه جبل عامل عام 1952، وثالثة للعين الفوقا، «أجمل عيون لبنان المائية» التي يميزها موقعها المنخفض عن سطح الأرض بنحو عشرة أمتار، إضافة إلى صورة من غربي ساحة الطيبة للطريق المؤدية إلى غديرها عبر درج «حلزونيّ» في تجويف من حجر صخري شُيّد بإتقان، على النمط «الهرمي» المعكوس، من دائرة متسعة من أعلى وضيّقة عند حوض الماء. علماً أنّه ربما بنيت منذ أكثر من 200 عام، ويتردّد أن عمرها من عمر الضيعة القديمة، أو قد تكون تاريخية رومانية نظراً إلى أسلوب بنائها الشبيه ببعض المدارج الرومانية. وكان الأهالي يعتمدونها مصدراً رئيساً لشرب الماء السبيل؛ تقصدها الصبايا والنّسوة جماعات وفرادى، لنقل المياه منها إلى البيوت، معبّأة بالجرار فوق رؤوسهنّ، من دون أن يُعرف مصدر مائها.
ولم تنس البطاقات «بوسطة الطيبة» المتوقفة في ساحة مدينة النبطية سنة 1958 وكانت مشهورة جداً، تقل الجنوبيين إلى بيروت وتعيدهم إلى قراهم. وكان يمتلك هذه البوسطة الحاج محمد علي شومر من الطيبة، وصار يعرف بـ «حاج بوسطة».
وثّقت البطاقات على جهتها الخلفية «الذاكرة» باللغتين العربية والإنكليزية، وحملت أرقاماً من الواحد إلى عشرة، موضّبة في علبة فاخرة، كلّها من تصميم الصحافي كامل جابر الذي حملت بعض البطاقات صور عدسته، فضلاً عن صور من الأرشيف (دالاتي ونهرا وعلي مزرعاني وعباس مصطفى قوصان وعباس رسلان).
يتضمن «مهرجان الطيبة» الـ 13 الذي ينطلق اليوم ويستمر حتى 18 آب (أغسطس) الحالي، معارض عدة منها مخصص لرسوم للفنان باسم نحلة عن المقاومة، و«خشبيات» لأعمال الشهيد ناجي العلي (1937 ــ 1987) في الذكرى الثلاثين لاستشهاده، فضلاً عن معرض طوابع بريدية لبنانية وإيرانية لخليل برجاوي، ومعرض «مونة» وحرفي وتجاري، ومتحف تراثي وأثري، فضلاً عن سهرات فنية ومسرحية، تجري كلها في ساحة البلدة وفي قاعة مالك نحلة وسط البلدة.