تكتسي «مهرجانات صور» هذا العام طابعاً أكثر تلوّناً وزهاء. المهرجان الذي بدأ عام 1996 وتوقف مراراً بسبب الأحداث (عام 2006 بسبب اجتياح العدو الصهيوني، ومرات أخرى بسبب العقبات المالية) عاد العام الفائت مع عددٍ كبير من النجوم (عاصي الحلاني، فرقة «إنانا» للرقص، الراحل ملحم بركات).
هذا العام يقام المهرجان في الملعب الروماني في المدينة، بشكلٍ أكثر زخماً مع سبع أمسيات فنية/ ثقافية. إذ يشارك نجومٌ من العيار الثقيل، أبرزهم نجم الراي الجزائري الشاب خالد، والسينوغراف الإسبانية الكبيرة كارمن موتّا، والنجم اللبناني وائل جسّار، فضلاً عن «صور الذاكرة والحكاية» (إنتاج خاص للمهرجان) الذي يتحدّث عن مدينة صور تاريخاً وحاضراً من إعداد وإشراف جمال أبو الحسن، بمشاركة فرقتي «كورال الفيحاء» و«الأوركسترا السيمفونية الوطنية اللبنانية»». في حديث مع «الأخبار»، تشير مديرة المهرجان رولا عاصي إلى أنّ الأخير سيفتتح بـ «صور بين الذاكرة والحلم» (20 و 21 تموز): «هو إنتاج محلي خاص بالمهرجان وبمدينة صور من خلال مزج الموسيقى مع الغناء الكورالي والتصوير الضوئي والصوري. يمزج العرض بين الموسيقى العربية، والكلاسيكية، والغربية، والإثنية. سيكون العزف والغناء مباشرين على المسرح، بمشاركة 63 مؤدياً من «كورال الفيحاء»، و48 عازفاً من «الأوركسترا اللبنانية». وسيكون بالتأكيد جمال أبو الحسن مع البيانو الذي يعزف عليه مرافقاً للمجموعة. فوق كل هذا، ستكون هناك عروض ليزر مرافقة للعمل، فضلاً عن عرض الصورة. هناك شاشات على المسرح ستتناقل الصورة مروراً بالأعمدة؛ وستمر تلك المشهديات بشكل نصف دائري. هذه المشهديات تتناسب وتتناسق مع الموسيقى، حيث ستتسارع الصورة تبعاً لتسارع الموسيقى. ستشتمل تلك المشهديات على صُوَرْ وتأريخ من أيام الفينيقين وصولاً حتى يومنا هذا». ولا تنسى مديرة المهرجان أن تشير إلى أن «الدقائق العشر الأخيرة هي استعادة لذكرى النجوم الكبار الذين رحلوا عنا وبقوا في الذاكرة مثل نور الهدى، سعاد محمد، أسمهان، فريد الأطرش، زكي ناصيف. هؤلاء سيحضرون من خلال صور بالأبيض والأسود، إلى جانب أغنياتهم التي سيؤديها الكورال وتعزفها الفرقة الوطنية».
وفي 28 و29 تموز، سيكون الموعد مع السينوغراف الإسبانية المعروفة كارمن موتّا (تجاوزت الثمانين) من خلال «أنطولوجيا» وهو عمل راقص تعبيري يمزج بين الفلامنكو والسينوغرافيا الخاصة والأزياء الإسبانية في قالبٍ خاص بكارمن موتا. تشير عاصي: «يمكن اعتبار عملها الجديد عبارة عن لوحات قصيرة لأروع ما قدمته المسرحية المخضرمة». في الأسبوع الذي يليه، سيكون الموعد مع وائل جسّار «الفنان الراقي الذي يحضر إلى المهرجان للمرّة الأولى» بحسب عاصي؛ لتأتي الليلة اللاحقة مع ملك الراي الجزائري الشاب خالد (الصورة)، الذي يحضر للمرّة الأولى إلى المدينة الساحلية. وكما العادة، تصرّ إدارة المهرجان على إقامة «ليلة الشعر العربي» التي تزدان عادةً بشعراءٍ محليين ومن العالم العربي. هذا العام، يشارك في «ليلة الشعر العربي» (6 آب) شعراء عرب هم محمد عبد الباري من السودان، حسن المطروشي من سلطنة عمان، عمر بطيشة من مصر، وعارف الساعدي من العراق، وباسم عباس من لبنان. كل هذا سيكون رائعاً؛ لكن مديرة المهرجان تحضّر مفاجأة كبيرة للعام المقبل. إذ تكتفي بالقول: «لن أتحدث عنها الكثير، لكنها ستكون مفاجأة كبيرة من شخصية ستكون ذات قيمة فنية عالمية ستحضر للمرة الأولى إلى لبنان».