... وأيضاً أرجوكم: اسمَعوني جيّداً! أنا لا أُحِبُّ أنْ أموت. ولا أريدُ أنْ أموت.
والأسوأُ مِن ذلكَ كلِّه أنني (بسببِ عاهةٍ مزمنةٍ يُخجِلُني البَوحُ بها): لا أستطيعُ أنْ أموتَ، ولا أعرفُ كيفَ يُمات.
(أنا أكرهُ كلمةَ «موت» ومُؤلِّفي كلمةِ «موت». o.k!).
فإذاً، ما الذي أستطيعُ أنْ أَفعلَهُ لِإِراحَةِ قلوبِكم
إنْ كنتم لا تُطيقون خِلْقتي المؤذِيةَ، ولا تَرضونَ بأَقلَّ مِن أنْ تَروني ميِّتاً؟!...
أنتم (أنتم أيّها الأَعِزاء) قولوا لي: ما الذي أستطيعُه؟!...
حسناً! لِنَتّفقْ!

كلُّ ما أنا قادرٌ على القيامِ بهِ لمساعدتكم (فيما أنا أَدَّعي إِدارةَ ظهري للحياة)
أنْ أَتَبَرَّعَ لكم بهذه النصيحةِ الغاليةْ:
غُضّوا أنظارَكم عن بَذاءةِ خِلْقَتي
وباشِروا، منذ الآن (أو إذا أمكَنَكم منذُ الأمس)
بِحفْرِ ما يَلزمُ لكم مِنَ القبور، وتَهيِئةِ ما يليقُ بجثامينِكم مِن أكاليلِ الورد، وكتابةِ ما تَشتَهونَ سماعَهُ مِنَ المدائحِ والمراثي!
أظنّ أننا انتهينا!
وطبعاً: لا تنسوا أنني أَحبَـبْتُكم (أحببتُكم قدرَ ما أستطيع، وأكثرَ ممّا تَستحِقّون)
وها أنا أُعَزّي نفسي بدءاً من «هاذهِ اللحظةْ»...
الآن ــ26/11/2016