بعد طول انتظار وتحضير، تطرح «الراحل الكبير» ألبومها الأوّل اليوم وغداً على خشبة «مترو المدينة». الفضاء البيروتي الذي انطلقت منه الفرقة الشابة والمشارك في إنتاج العمل المرتقب، يستضيف احتفال إطلاق «لابومب» على مدى يومين ضمن أمسيتَيْن بعنوان «شوف واتفرّج».
سنة مرّت على نيل الفرقة منحة «آفاق» لتتويج النجاح الذي لاقته أعمالها بتسجيل يتيح للجمهور الذي أحبّها وتابعها، الاستماع إليها متى شاء.
المجموعة التي انطلقت عبر جلسات موسيقية في منزل خالد صبيح، سرعان ما دخلت إلى قلب مستمعيها، مؤدية نوعاً جديداً من الطرب الثقيل، الشعبي والساخر في آن معاً، بعيداً عن تزمّت وجديّة الأغاني الثورية، مع الحفاظ على البساطة في اللحن التي تقرّب النغم من الأذن والقلب. هذا الجوّ موجود أيضاً في تسجيل «لا بومب».

فتوزيع الأغاني وهندسة الصوت حافظا على الكوميديا السوداء الموجودة في كلمات الأغاني، وفي أداء الفرقة على المسرح من خلال شخصيّات أعضائها «الطاقّين»، كما يصفهم صبيح في مقابلة أجرتها «الأخبار» معه ومع المغنية ساندي شمعون.
مع مهندس الصوت جواد شعبان الذي رافق «الراحل الكبير» في جميع حفلاتها منذ البداية، حاول أعضاء الفرقة الحفاظ في التسجيل على الحميمية نفسها الموجودة في لقاءاتهم المباشرة مع الجمهور. ساندي وخالد يؤكدان وجود قواسم مشتركة بين الأعضاء، على صعيد الأفكار والشعور بالاختناق من الحالة العامة والحاجة للتعبير. كل هذه العوامل وغيرها، ساهمت في هذا الغنى في الطاقة والأداء. فمن يتابع الفرقة يعرف أنّها تتناول على طريقتها الخاصة كل ما يجري من حولها، بدءاً من أزمة النفايات مروراً بالحراك المدني والتفجيرات وصولاً إلى «داعش» وغيرها من «نِعَم» أيّامنا هذه.
يرى خالد أنّه أتى من مرحلة موسيقية رومانسية وسياسية حالمة بعد عام 2005 في لبنان، ثم «وصلت الأوضاع إلى ما هي عليه اليوم». من جهتها، تلفت ساندي شمعون إلى أنّها خلال السنوات الماضية لم يكن يشغلها إلا «الثورات» في العالم العربي والمنطقة: «الثورات التي يفترض بها أن تنقلنا إلى حال أفضل»، فوجدت كلاماً مشتركاً تريد أن تقوله مع شباب «الراحل الكبير». «كلنا مهتمون بأمور سياسية جمعتنا، لكن هناك أيضاً الرغبة بالتعبير عنها موسيقياً»، تقول ساندي. ويضيف خالد: «هذا الجو الذي انطلقنا منه في أوّل لقاءاتنا، كنا نسخر من كل شيء، حتى من خلال ارتجالنا ولعبنا في المقامات».
المختلف في هذه التجربة الجديدة هي الأفكار والهموم التي تُرجمت بسخرية من الواقع ومن الأحداث، بأسلوب غير مبتذل وغير سطحي، إضافة إلى أنّ الخبرات والتجارب الموسيقية للأعضاء بدت واضحة في الخلطة الجديدة: غناء جماعي وخلفية متمكنة من التقاسيم والارتجال في بحر الموسيقى الشرقية.
يتضمن الألبوم 13 عنواناً، غالبيتها خاصة بـ «الراحل الكبير» من كلمات وألحان وتوزيع خالد صبيح، وهي: «مدد»، و«انشقاق»، و«لا بومب»، و«دونتِ مكس»، و«يوم الأربعاء»، و«نحاس عتيق للبيع»، و«وتفجّرت»، و«قمت طلعت مع الناس»، و«جُنّ الشعب» إضافة إلى «أيقظ الحب» وموشّح «لما بدى يتثنى» و«لحاليح» لأحمد عدوية بتوزيع جديد.
يأتي إطلاق «لا بومب» الليلة بعد تأخير بسبب الحرص على الاعتناء بتفاصيل دقيقة في التسجيل، وعلى خلفية انشغال جميع أعضاء الفرقة بمشاريع والتزامات أخرى. لكن الأكيد أنّ العمل المنتظر يستحق أن يكون المحطة الموسيقية الجديدة التي تأخذ حقها لجهة الاستماع وإيلاء الأهمية للجديد الذي تحمله.
«الراحل الكبير» مؤلفة من عماد حشيشو (عود) وعبد قبيسي (بزق) وعلي الحوت (إيقاع) وخالد صبيح (كيبوردز) ونعيم أسمر وساندي شمعون (غناء)، غير أنّها الليلة لن تكون وحيدة، إذ يشاركها روي ديب بأغنيتين؛ الأولى تحية للممثل المصري الراحل محمود عبد العزيز، والثانية لسيّد درويش. كما تشارك ياسمينا فايد بأغنية وحيدة جديدة تسخر من الحب من أوّل نظرة. أما سماح أبي المنى الذي شارك في التسجيل، فسيكون حاضراً على الأكورديون.

«شوف واتفرّج»: اليوم وغداً ــ الساعة التاسعة مساءً ــ «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 76/309363