لطالما واسيتُ نفسي بالقول:نحن لا نَصلحُ للعيش في هذا العالَم.
الآنَ (متأخّراً سبعين سنةً، وما لا حصرَ له من الخيباتِ والكوابيسِ والمآتم)
أكتشفُ ما كان يجبُ أن أقولهُ قبلَ سبعين سنةً من الخيباتِ والكوابيسِ والمآتم:
هذا العالَمْ...
هذا العالَمُ الذي أنتم أربابُهُ, ونـَخَّاسوهُ, وأولياؤهُ, وسَـدَنَـةُ مواخيرهِ ومعابدِه..
لا يَصلحُ لأنْ يكونَ حتى مَداساً لِـنِعالِ بَـهائمِنا.
لطالما تمنّيتُ أنْ../
حسناً؛ ها قد قلتُها...
قلتُها وانتهى الأمر
وها أنا أنتظِرُ الطلقةْ.
2/10/2016

سرُّ الأسرار



أنا الشيخُ الموشكُ على الهلاك/
أنا الشيخُ الهالِك/
أنا الشيخُ الذي...: «هذا الشيخ»؛
أُنظروا إليّ وسامِحوني!
(أو أقولُ لكم؟...: أُنظروا ولا تُسامِحوا!).
ما عاد بوسعي أنْ أكون عاشقاً، ولا نديماً، ولا حطّاباً، ولا طالبَ ثأرٍ، ولا مُنشِدَ أعراسٍ، ولا جَوّابَ طُرُقِ ليلٍ...؛ ولا حتى... زارعَ بَـتَلاتِ ورد.
كلُّ ما أستطيعه الآنَ أنْ أحلم (أحلمَ بما لا أستطيع)
كلُّ ما أستطيعهُ (أحلمهُ ولا أستطيعه):
أنْ أُحبّ الشجرةَ، وأُواسي المرأةَ، وأُشفقَ على الوردةِ، وأشهقَ أمامَ الموسيقى، وأقولَ: ما أكرمَ الجمالْ!
كلُّ ما أستطيعهُ (أنا الشيخَ الذي ليس إلاّ ما صار إليه)...
كلُّ ما أستطيعُهُ أنا الشيخَ الشيخ...
كلُّ ما أستطيعُه:
أنْ أَعضَّ الهواءَ بأجفانِ عينيّ ( كمنْ يَعضُّ, في أحلامهِ، على حُلَيمةِ نهد)
وأقولَ لمن لا أراهُ ولا يراني:
«آهٍ على ما حلمتُ وضَـيَّعت!
آهٍ على.. ضَيعةِ الحياةْ!».
3/10/2016