شهدت بيروت، الأحد الماضي، سابقة خطيرة هي إلغاء مؤتمر جمعيّة «براود ليبانون» في «اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثليّة ورهاب متغيري النوع الاجتماعي» IDAHOT. السبب خضوع الفندق البيروتي المضيف لتهديدات تكفيريّة، وعدم تحمّس القوى الأمنيّة لحماية البرنامج الفنّي الثقافي الفكري الذي كان مقرّراً. اليوم، وفي السياق نفسه، تبعاً لتقليد معتمد منذ سنوات، كانت جمعيّة «حلم» تعتزم تنظيم مؤتمرها في «مترو المدينة»، تحت عنوان «الميم بين اضطهاد المجتمع، وانتهاكات الدّولة، وانجازات الحركة الحقوقيّة» (الميم للمثليين والمثليات والمتحولين كما هو معروف). لكن مجدداً، ألغي النشاط في اللحظات الأخيرة حسبما أعلنت الجمعيّة من خلال حسابها على تويتر. «حفاظاً على سلامة (الجميع) لن يعقد المؤتمر في «المترو»، بل سينقل مباشرة منذ الحادية عشرة صباحاً (اليوم) على صفحاتنا في مواقع التواصل الاجتماعي»: «سيكون لنا موقف غداً (اليوم)، وسيبث المؤتمر «لايف ستريم».

وأحاطت «حلم» قرار الالغاء بالغموض، مكتفية بالاشارة إلى «تهديدات وصلتنا من جهات متطرّفة». المؤتمر بات مغلقاً وافتراضيّاً إذاً، في ما يمكن اعتباره انتكاسة جديدة للحريّات في لبنان. وكان برنامجه المعلن يتوزّع على سبعة محاور: «الاعلام والاعلام البديل» (صبحيّة نجّار، جاد غصن، وإيلي فارس)، «المثليّة في اجتهاد المحاكم اللبنانيّة» (المفكرة القانونيّة)، «جوهر الحركة الحقوقية في لبنان» (حلم)، «تهميش لاجئي مجتمع الميم في لبنان» (موزاييك)، «الصحة النفسيّة والعقليّة» (الجمعيّة الطبيّة اللبنانيّة للصحة الجنسيّة)، «خدمات الصحة الجنسية: التمييز والتميّز» (مركز «مرسى» للصحة الجنسيّة)، «أين نحن من حراك المنطقة» (المؤسسة العربيّة للحريّات والمساواة).