أصدرت محكمة المطبوعات في بيروت برئاسة القاضي روكز رزق، أخيراً، حكماً بتغريم الفنان والموسيقي اللبناني زياد الرحباني مبلغ مليون ليرة لبنانية على خلفية ما قاله في برنامج «أبيض وأسود» عام 2013 على شاشة الـ nbn بحق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
أضيفت هذه الواقعة التي أثارت سخطاً عارماً إلى لائحة طويلة من المحطات القضائية التي ولّدت انطباعاً عارماً بأنّ القضاء بات أداة في يد السياسيين للتضييق على الصحافيين والفنانين والمثقفين. فخلال السنوات الماضية، دأب حزب «القوات اللبنانية» ورئيسه سمير جعجع والنائبة ستريدا جعجع، على مواجهة منتقديهم عبر القضاء، في محاولة لإنهاكهم وبالتالي إسكاتهم. أحد أكثر المشمولين بالدعاوى القضائية هو المنتج الموسيقي اللبناني ميشال ألفتريادس (الصورة) الذي فشل الثلاثي حتى الآن في الفوز عليه بواسطة القانون، علماً بأنّهم يرفعون الدعاوى ضدّه باستمرار منذ حوالى سبع سنوات.
آخر الخسارات القضائية القوّاتية، تمثلت في قرار الغرفة التاسعة لدى محكمة التمييز بتاريخ الرابع من نيسان (أبريل) الحالي رد الشكوى التي كان قد تقدم بها كل من سمير جعجع وحزب «القوات اللبنانية» ضد ألفتريادس، على خلفية ما أورده الأخير في حلقة برنامج «المتهم» التي بثت بتاريخ 29 آذار (مارس) 2015 عبر «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، واعتبر جعجع وحزبه أن الفتريادس «تعرّض لهم من خلاله بالقدح والذم والتحقير».
وفي التفاصيل، فإن محكمة المطبوعات في بيروت كانت قد قررت بتاريخ 28 حزيران (يونيو) 2016 رد الدفع الشكلي الذي كان قد تقدم به ميشال الفتريادس بواسطة وكيله القانوني حسين قازان لجهة عدم الصلاحية، فما كان من المحامي إلا أن استأنف القرار أمام محكمة التمييز. وبعدما قبلت المحكمة المذكورة استئناف الفتريادس شكلاً وأساساً، قررت فسخ قرار محكمة المطبوعات لجهة رد الشكوى شكلاً لعدم الصلاحية، لتعود وتقبل دفع ألفتريادس ورد الشكوى شكلاً لعدم الصلاحية. هذه الحادثة التي تدعو إلى التفاؤل، لا شكّ في أنّها لا تنفي ضرورة إكمال المعركة مع محكمة المطبوعات حتى النهاية في سبيل منعها من الحكم لمصلحة المدّعي في كل الأحوال، كما أنّها تذكّر الفنانين والمثقفين بأهمية الحرص على تفادي التجريح الشخصي أثناء الانتقاد.