كان المشاهد أمس على موعد مع انطلاق حلقات مسلسل «العاصوف» (كتابة عبدالرحمن الوابل وإخراج مثنى صبح)، وفق ما أعلنت قناة mbc سابقاً على موقعها الإلكتروني. لكن المفاجأة جاءت حين أصدرت الشبكة السعودية بياناً تعلن فيه عن تأجيل بثّ العمل الدرامي الذي ينقل مظاهر الحياة في الرياض في السبعينيات من القرن الماضي.
بالتأكيد، لم يكن التأجيل مجرد قرار عفوي، بخاصة أن «العاصوف» كان سيعرض في رمضان المقبل، لكن mbc اتخذت سابقاً قراراً بثّه حالياً كي ينال حقه من المشاهدة بعيداً عن المنافسة الرمضانية. علماً أنّ المسلسل الذي يؤدي بطولته ناصر القصبي (الصورة)، كان متوقعاً أن يحدث ضجة كبيرة عند عرضه، إذ يتناول الحياة المنفتحة التي عاشتها السعودية في السبعينيات. ففي البرومو الترويجي، يكشف المسلسل عن اختلاط النساء والرجال، مع غياب واضح لـ «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، قبل أن يمرّ المسلسل على مرحلة الصحوة والتشدّد التي حرمت السعوديات من أبسط حقوقهن.
الملفت أنّ mbc نشرت بياناً صحافياً تداولته بعض المواقع الإلكترونية، تعلن فيه عن تأجيل المسلسل «إلى أجل غير مسمى»، مشيرة إلى أنّ السبب هو «كثافة المحتوى الدرامي في دورة البرامج الحالية، خصوصاً ازدحام أوقات الذروة وامتلاؤها خلال فترة ما قبل رمضان». لكن البيان لم يصل إلى جميع الصحافيين، وربما تقصّدت القناة ذلك كي لا تثير بلبلة حول الموضوع. لكن المتابع للوضع الحالي في القناة، يدرك أنّ المحطة كانت مُجبرة (نوعاً ما) على عدم عرض «العاصوف». إذ يأتي القرار بعد حملة هوجاء تعرّضت لها القناة في بداية الشهر الحالي، بسبب حملة إعلانية أطلقتها لدعم المرأة عبر هاشتاغات مثل #كوني_حرة و#حرر_بيتك_من_mbc (الأخبار 5/4/2017). يومها، انطلق هجوم افتراضي على القناة وصل إلى حد التهديد بإقفالها، وأبرز التعليقات كانت من الأمير عبد العزيز بن فهد آل سعود (ابن الملك الراحل)، الذي غرّد، متوعداً بتدمير مالك المجموعة الإعلامية وليد الإبراهيم. مع العلم أنّ صلة قرابة تجمع الابراهيم وعبد العزيز الذي يملك حوالى 33 في المئة من أسهم الشبكة. نتيجة لهذا الضغط، راحت mbc تتبرأ من الحملة في بياناتها الصحافية، محمّلة بعض رواد الشبكات الاجتماعية مسؤولية «الفهم الخاطئ للحملة» التي لا تزال أصداؤها مستمرة حتى اليوم. من هذا المنطلق، وجدت المحطة أن تجميد «العاصوف» سيقيها من حملة وهجوم آخر محتملين، حتى إنّه تمّ حذفه من قائمة المسلسلات على موقع الشبكة الإلكتروني. بهذا القرار، خضعت mbc للضغوط التي ستبقى ارتجاجاتها في الفترة المقبلة.