قبل عشرة أعوام، رحلت مي غصوب (1952 ــ 2007/ الصورة) فجأة في أحد مستشفيات لندن، تاركةً صدمةً كبيرةً في نفوس الأصدقاء والمحبّين. إنّها الكاتبة والناشرة والفنانة اللبنانية الطليعية، المؤمنة بالحياة الثقافية في بلدها الأم، والمدافعة الشرسة عن حقوق المرأة، والرافضة الأشرس لكل أشكال الرقابة.
من النشر إلى الكتابة والبحث، ومن النحت إلى المسرح، تركت مي غصوب بصمة كبيرة رغم مسيرتها القصيرة نسبياً. في رصيدها معارض تشكيلية عدّة بين بيروت وباريس ولندن، ومجموعة من المؤلفات أبرزها «الرجولة المتخيلة ــ الهوية الذكرية والثقافة في الشرق الأوسط» (أعدّته مع إيما سنكلير ويب، «الساقي» ــ 2002) و«المرأة العربية وذكورية الأصالة» («الساقي» ــ 1990)، وغيرها من الأعمال الفنية المنوّعة.
تكريماً لهذه الشخصية التي تجمع نساءً في امرأة واحدة، يدعو أصدقاؤها إلى حضور احتفال يقام في 18 شباط (فبراير) الحالي في قاعة «متحف نقولا سرسق» (الأشرفية ــ بيروت). تتخلّل هذا الموعد مداخلات حول إنتاج غصوب الأدبي والفني للأكاديميتَيْن روزان خلف وميشكا موراني من «الجامعة الأميركية في بيروت»، وقراءات لنصوص مرتبطة بالمناسبة لكل من: الشاعر والروائي والناقد عباس بيضون، والكاتب والروائي حسن داود، والكاتب والصحافي حازم صاغية، زوج غصوب. بدوره، سيلقي الشاعر أنطوان بولاد أبياتاً اختارها لهذه الأمسية.
وسيكون الحضور على موعد مع فيديوات متعلّقة بالراحلة، إضافة إلى إمكانية رؤية تجهيز يحمل توقيع مي ويقدّم رؤيتها إلى الهجرة والهوية، سيفسّرها النحات اللبناني المقيم في العاصمة البريطانية سهيل سليمان.
النشاط لن ينتهي هنا، إذ سيتم الإعلان عن جائزة أدبية تحمل اسم مي غصوب لـ «أفضل رواية»، ويُشترط على المشاركين/ ات فيها ألا يكون لهم/ن إصدارات سابقة، وأن يكون كتابهم/ن غير منشور سابقاً. لجنة التحكيم التي ستختار الفائز بعد عام تقريباً، ستتألف من جبّور الدويهي، وحسن داود، إضافة إلى ممثل عن «دار الساقي» التي شاركت مي في تأسيسها إلى جانب كنعان مكيّة وأندريه غاسبار وآخرين. أما الجائزة، فعبارة عن تولّي الدار نفسها نشر النص الرابح، علماً بأنّ الإعلان عن تفاصيل وطريقة المشاركة، سيتم خلال الاحتفال المرتقب.

* تكريم مي غصوب وإطلاق جائزة أدبية باسمها: السبت 18 شباط ــ بدءاً من الساعة السادسة مساءً ــ قاعة «متحف نقولا سرسق» (الأشرفية ــ بيروت). للاستعلام: 01/202001