دمشق | تسيطر الرهبة على كواليس مسلسل «وردة شاميّة» الذي شهدت «الأخبار» انطلاقة تصويره ذات يومٍ شديد البرودة في بيتٍ عتيق يوحي بالغموض، يختبئ بين حنايا أزقّة حي «باب توما» الدمشقي، ستفوح منه رائحة الموت، وفق سيناريو الفانتازيا الشاميّة، التي تنتجها شركة «غولدن لاين» لموسم رمضان 2017 (تأليف مروان قاووق، فكرة وإخراج تامر إسحاق).
رهبةٌ لا تأتي فقط من تخيّل هول ما تقترفه امرأتان قاتلتان سيكون هذا البيت مسرحاً لجرائمهما، بل تستولي أيضاً على بطلتي العمل «وردة» (سلافة معمار) و«شامية» (شكران مرتجى) أثناء أدائهما المشاهد الأولى في مسلسلٍ يقتبس العناوين العريضة للحكاية الدرامية المصرية الشهيرة «ريّا وسكينة»، ويقدّمها ضمن شرط بيئي مختلف، يفرض رؤية جديدة لسمات الشخصيتين، وعلاقاتهما بمحيطهما، الذي تتبدل معالمه وعوالمه كليّاً بناءً على المقترح الدرامي الجديد.

يشارك في المشروع
عدد من الممثلين السوريين واللبنانيين

«لم أتخيّل أن أكون متوترة إلى هذا الحد». بهذه الكلمات افتتحت شكران حديثها لـ «الأخبار» حول شخصية «شاميّة» التي تؤديها في العمل. تستدرك صاحبة التاريخ الأدائي المعروف: «هذا لا يعني أنّ ثقتي بنفسي اهتزّت فجأة، أو أنني أدّعي التواضع، لكن الشخصيتين اللتين نؤديهما أنا وسلافة في المسلسل خالدتان في ذاكرة المشاهد العربي، ما يحملنّا مسؤولية كبيرة». وتضيف: «قدّمت شخصياتٍ شاميّة عدّة سابقاً، الأمر الذي يتطلب منّي تركيزاً عالياً كي لا تتسلل بعض مفرداتها إلى الشخصيّة الجديدة، إلّا أنّني واثقة من حالة العمل الجماعي، بالشراكة مع المخرج تامر إسحاق، لجهة المراقبة وضبط الأداء، رغم ذلك خائفة، وأتمنى تجاوز هذا الخوف المشروع سريعاً، لتبدأ حالة اللعب... ربمّا يكون الحل الأفضل لتقديم أداء جيد هو تجاهل موروث الذاكرة للشخصيتين، والانطلاق من النص المتين الذي بين أيدينا».
أمّا سلافة معمار، فتؤكد لـ «الأخبار»: «لا شك في أننّا نخوض مغامرة نأمل بأن يتقبلها الناس، فالشخصيتان اللتان نجسدهما قد تبدوان صادمتين للمشاهد، كامرأتين تستهلان القتل، وتتخذانه أسلوباً لكسب العيش، تتورطان، وتورطان من حولهما في ذلك».
تحرص معمار على إيضاح حجم «الاقتباس» في مسلسل «وردة شاميّة»: «هو اقتباس حر عن فكرة لحكاية معروفة، بطلتاها امرأتان ترتكبان سلسلة جرائم قتل، لكن لا تطابق بين السيرة الذاتية لشخصيتي وردة وشاميّة مع سيرتي ريّا وسكينة، فنحن اشتغلنا على هذا الاقتباس، بما يناسب حكاية عملنا، الذي أكثر ما يميزه أنّه عمل شامي من بطولة نسائية ثنائية، كطرح جديد تماماً ضمن هذا الشرط البيئي، وبناءً عليه فأسباب معاناة الشخصيات، وسياقاتها مختلفة تماماً».
من جهتها، شدّدت مرتجى على أنّ «وردة شاميّة» لا يقدم قصة «ريّا وسكينة» الشهيرة بـ «حرفيتها»، فالجو العام للعمل مختلف، ما يؤدي إلى اختلاف الكثير من التفاصيل في حياة الشخصيتين الشاميتين.
تحرص البطلتان على عدم كشف الشكل الخارجي لشخصيتهما، أقلّه في مراحل التصوير الأولى، لتفتحا أمام المشاهد باب الترقب. قرارٌ اتخذ بالاتفاق مع الشركة المنتجة، والمخرج تامر إسحاق صاحب فكرة المسلسل الذي أراد «التجديد وبناء أحداث مختلفة، تتجاوز نمطية الأعمال الشاميّة، حيث لا وجود لشخصيات مثل الزعيم أو العكيد، بل نروي حكايةً نفترض أنّها حدثت خلال العهد العثماني، عن امرأتين تعملان في حمّام السوق، والخياطة، وتحولتا إلى قاتلتين».
إلى جانب سلافة معمار وشكران مرتجى، يلعب ممثلون كثيرون أدواراً رئيسية في «وردة شاميّة»، فيقدّمون شخصياتٍ منوعّة تسهم في تصعيد الصراع، وكشف ملابسات حكاية يسعى صنّاع العمل لأن تكون «مشوّقة». المسلسل يضم على قائمة أبطاله أيضاً: سلّوم حدّاد، وعلاء قاسم، ونادين خوري، وزهير رمضان، وندين تحسين بك، ومعتصم النهار، وسعد مينه، وجلال شمّوط، وروعة ياسين، وطلال مارديني، وضحى الدبسّ، وسحر فوزي، وأنطوانيت نجيب، وجيانا عنيد، ولينا حوارنة، وأيمن بهنسي، ومحمد قنوع، ويزن الخليل، وأكرم الحلبي، وطارق المرعشلي، وخالد حيدر، ومأمون الفرخ. ومن لبنان: يوسف حدّاد، ونبيل عسّاف، ومجدي مشموشي، وسميرة بارودي، وآية طيبا. مع العلم بأنّ وجود ممثلين لبنانيين في أي عمل سوري أصبح شرطاً أساسياً، لتعزيز فرص عرضه على المحطّات اللبنانية. «حقيقةٌ» لا يجد المخرج حرجاً في الاعتراف بها، لكنّه يؤكد في المقابل أنّهم سيكونون في «مكانهم الصحيح والمنطقي» ضمن سياق الحكاية.