تفنيشات بالجملة والتعويضات معلّقة: إعلام «المستقبل» في انتظار الفرج

  • 0
  • ض
  • ض

صمت مطبق يسود مداخل صحيفة وتلفزيون «المستقبل» في منطقة سبيرز (الحمرا) حيث مركزهما. يمكن القول إنّ الترقّب هو سيّد الموقف في المحطة، بينما يعمّ الحزن أرجاء الجريدة. لم يمرّ اليومان الماضيان على خير على صحيفة «المستقبل»، فقد قرّرت الإدارة التخلّي عن مجموعة من الموظفين يراوح عددهم بين 30 و 50 في مختلف الأقسام أيّ التصوير والتحرير والإخراج. أُبلغ هؤلاء بقرار الصرف على دفعات، فيما لا تزال التبليغات مستمرّة، ويبدو أنّها لن تتوقّف في القريب العاجل. إذ يتمّ التحضير للائحة أخرى من الموظّفين الذين سيصرفون، على أن تظهر أسماؤهم قريباً. يعيش العاملون في الجريدة حالة من القلق والتوتر. حالما نسألهم عن الوضع داخل مؤسستهم، يكون جوابهم «إنتو أكيد بتعرفوا أكتر منا. نحنا هون ما منعرف شي أبداً». بعضهم يفضّل عدم البقاء في مكتبه في الجريدة لأن «الوضع مُحزن. الموظّفون لا يعرفون لأي مسؤول يتوجّهون للاستفسار عن الوضع». وقد علمت «الأخبار» أنّ عملية الصرف التي بدأت في الجريدة، ستنتقل إلى القناة لاحقاً، مع العلم أنّه حتى اليوم، لم يتمّ الاستغناء عن أيّ موظف في القناة. يقول أحد العاملين الذي يرفض الإفصاح عن اسمه: «رغم أنّ الأزمة المالية مستمرة منذ عامين، إلا أنه لم يتمّ الاستغناء عن أحد (صرف نحو 20 موظفاً فقط) في المحطة، لكن يبدو أنّ الوضع سيتأزم في المرحلة المقبلة. يُحكى أن لائحة الصرف الكبرى ستتضمّن 350 موظفاً في مختلف مؤسسات الحريري الإعلامية، لكن لا يمكن لأحد أن يؤكّد الرقم أو ينفيه». علماً أنّ عدد الموظفين في القناة يراوح بين 300 و400. تضمّ قناة «المستقبل» أكبر عدد من الموظفين، مقارنة بباقي المحطات المحلية التي يعمل فيها تقريباً نصف عدد الوسيلة الاعلامية التابعة للحريري. الموظفون في القناة لم يفاجأوا بخبر صرف زملائهم في الصحيفة، فهم يعيشون هذه الأجواء منذ أشهر، والأزمة المالية التي يعاني منها سعد الحريري، ستنعكس على مؤسساته الاعلامية المحرومة من الدعم المالي منذ عام ونصف العام، على حد قول أحدهم. في السياق نفسه، تشهد القناة حالة تململ، فالجميع يسأل عن نهاية هذا النفق، وانتهاء الأزمة التي أدّت إلى تشرّد عائلات بعضهم. أما بالنسبة إلى الصحيفة، فإنّ تعويضات العاملين لم تُصرف بعد، ويتخوّف المصروفون من الحديث أمام الاعلام عن ذلك خوفاً من حرمانهم من مستحقّاتهم. هم اليوم ــ شأنهم شأن الموظفين ــ ينتظرون غيمة «الفرج» المالي كي يحصلوا على تعويضاتهم، من دون تحديد موعد لذلك. باختصار، حالة قلق وترقّب تسود كواليس مؤسسات الحريري، ويتخوّف الجميع من تدهور الوضع ليشمل قناة «المستقبل» وإذاعة «الشرق» التابعتين له.

0 تعليق

التعليقات