الرباط | رقصُ جنيفر لوبيز (الصورة)خلال افتتاح «مهرجان موازين» نكأ جراح العلاقة المتوترة لجزء كبير من المغاربة بـ«مهرجان موازين». لم يسلم المهرجان من انتقادات حادّة، بعد نقل الافتتاح الذي غنّت ورقصت فيه الفنانة الأميركية وُبث على القناة الثانية المغربية ليلة السبت الماضي. أرداف لوبيز صدمت «الطهرانيين» الذين دعوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي إلى منع المهرجان، كما حدث مع فيلم نبيل عيّوش «الزين اللي فيك» (الأخبار 30/5/2015).
بعدما مُنع الشريط رسمياً من العرض في المغرب، راحت الألسنة المحافظة في المملكة تنتقد أرداف المغنية «العارية» خلال رقصها، وحركات الراقصين الذين يرافقونها، كما لو أنّ الجمهور انتظر منها أن تخلق شكلاً جديداً لموسيقاها، كي لا تثير الحساسيات في المملكة «الشريفة»! المهرجان الذي تُشرف على تنظيمه جمعية «مغرب الثقافات» ورئيسها السكرتير الخاص للملك، منير الماجدي، هو الحدث الثقافي المدلّل في البلاد. وبعد سنين من الانتقادات، لم يتوقف عن تنظيم دوراته ولا عن دعوة مغنين يثيرون حفيظة المحافظين الذين يعتبرون إقامته هدراً للمال العام. ولأنّ المهرجان «مقدّس»، اكتفى وزير الاتصال مصطفى الخلفي بانتقاد بث الحفلة على القناة الثانية بدلاً من انتقاد الحفلة التي حضرها 160 ألف متفرّج. يأتي ذلك رغم هجوم قيادات «حزب العدالة والتنمية» الذي ينتمي إليه الوزير سابقاً على المهرجان قبل وصول الرجل إلى السلطة. الخلفي أكد أنّه اتصل بـ«الهيئة العليا للاتصال السمعي والبصري» المكلفة بتنظيم القطاع السمعي والبصري، للبحث في عرض الحفلة التي وصفها منتقدوها بأنّها «غير أخلاقية». هكذا، تُنبئ التطوّرات الأخيرة بتحوّلات خطيرة في علاقة المغاربة بالشأن الثقافي الذي يُعتبر إحدى ساحات «الصراع» في البلاد، إذ يتحوّل العنف اللفظي تجاه بعض الأعمال الفنية، أحياناً، إلى عنف جسدي، كما حدث مع أحد ممثلي لـ«الزين اللي فيك». هذا الواقع، يدلّ على تواطؤ السلطات الحكومية وترسيخها لخطاب شعبوي يجيّش الجموع. فهل يتحوّل الخطاب «الأخلاقوي» إلى أداة لتجييش العقول الجاهلة والزج بها ولو بشكل غير واع في أحضان الإرهاب؟