فتحت ستارة مسرح «مهرجانات بيبلوس الدولية» ليل أمس على عرض «هشك بشك» كأنها أخرجت مارداً من فانوسها الصغير. العرض الذي صُمّم لخشبة «مترو المدينة» الصغيرة في الحمرا، لم ينتقل ببساطة الى خشبة أكبر، بل حوّله القائمون عليه عملاً مسرحياً موسيقياً واستعراضياً ضخماً، ذكرنا بالاعمال الكبيرة التي شهدتها مسارح لبنان سابقاً مع جيل الرحابنة.

استحضر «هشك بشك» تراث مصر الشعبي وأغانيها وحاكى شخصياتها التقليدية، فيما منح حضور الاوركسترا (قادها لبنان البعلبكي ووزع هو والاحمدية مقطوعاتها) والمؤثرات البصرية بعداً سينمائياً للعمل، من كمال وانسجام بين الصوت والصورة والإضاءة والديكور والأداء. الخطوة الكبيرة الثانية بعد «بار فاروق»، العام الماضي في «بيت الدين»، كانت هذه المرة من نصيب مهرجان بيبلوس الذي يتيح منظّموه كل عام أعمالاً شابة جديدة. البارحة امتلأت المدرجات بالحضور الذي أدهشته قدرة فريق عمل «هشك بشك» على أخذه الى عوالم مصر القديمة مع لينا سحاب، روي ديب، ياسمينا الفايد، سماح أبو المنى، وزياد الاحمدية، والراقصة رندا مخول، والوجوه التي اعتدناها في المترو. أما هشام جابر (الإدارة الفنية) فقد أثبت مجدداً أنّه قادر على إمتاعنا كل مرة، وضخّ الروح الجميلة في الفضاء الثقافي.