الشام تقاوم بالفنّ والرقص!

  • 0
  • ض
  • ض

منذ سنة 2008، تخرّجت نغم ناعسة من «المعهد العالي للفنون المسرحية» في دمشق. مع ذلك، لم تحظ بفرصة مناسبة في الدراما التلفزيونية، لكنها لم تستسلم لليأس كما حصل مع العديد من زملائها. تفرّغت للتعليم في المعهد، وأسهمت في إعداد دفعات جديدة من المتقدمين لهذا المكان، ولم تنقطع عن المسرح.

بعدما اندلعت الأزمة السورية وأكلت الحرب كل ما اعترض طريقها، جرّبت ناعسة التوكيد على استمرارية الحياة. لذا فكّرت في مشروع فني بسيط يحاكي الشارع ويخترق خوفه ويسرقه من الأفكار السوداء التي تلاحقه نتيجة اتساع رقعة الحرب. بالتعاون مع الموسيقي آري سرحان، أطلقت مشروع «ومضة» (الأخبار 17/9/2013) لتقديم أغنيات سوريّة مكرّسة تعبّر عن الوطن، لكن في الشوارع والأسواق العامة. في الوقت الذي تقدم فيه الفرقة عملها، توثّق ناعسة المشاهد بكاميرات فيديو، وترصد رد فعل المارة بطريقة تشبه مسرح «الحدث المفاجئ» أو الـ happening. هكذا، راحت الفرقة تنبعث في أحياء دمشقية عدة وتؤدي أغنيات وطنية توقّف عندها الشارع السوري ملياً واثّرت فيه، وأعيدت الكرة مرات عدّة قبل أن تختفي ناعسة عن السمع. وها هي تعود بمشروع جديد هو «ستيدج آرت» الذي أسسته بمساعدة الممثل الشاب رامي قطيني وآخرين. في محاولة لخلق معادل موضوعي، أو بديل مواز لـ «المعهد العالي للفنون المسرحية» الذي أصبح بمثابة حلم بعيد المنال لكثير من الشباب السوري، بسبب الشروط التعجيزية والحديث عن محسوبيّات عديدة، سيكون المركز الفني، ملاذاً لمن يود تعلّم التمثيل على يد أساتذة مختصين بينهم سامر عمران، وسمير عثمان إضافة إلى صاحبة المشروع، إلى جانب تعلّم الموسيقى من خلال عازفين ومغنّين محترفين مثل محمد عثمان. ويحظى الأطفال بهامش من الاهتمام، من خلال إقامة دورات لتعليمهم الباليه والرسم والتمثيل.
في حديثها معنا، تقول مديرة المشروع نغم ناعسة: « كان لا بد من إيجاد مكان حر يمكن التقدّم إليه بدون شروط مسبقة، ولن تكون مهمتنا هنا تمهيدية لنؤهّل فريقاً مثلاً قادراً على التقدّم إلى «المعهد العالي للفنون المسرحية»، بل سنعتمد على أساتذة مختصّين ليواكبوا مشروعنا الشبابي الذي يريد أن يدلّ أي فنان موهوب على الطريق الصحيح ويجرب مساعدته في صقل موهبته وتوجيه خبراته بخاصة ما راكمه خلال سنوات الحرب».
وتوضح ناعسة أنها تواصلت مع مجموعة أشخاص اقتنعوا بالفكرة، وابتعد همّهم عن الهاجس الربحي بقدر ما طمح إلى إبقاء روح الفن في الشام برغم ما يسوّرها من معطيات الحرب. في السياق ذاته، تلفت ناعسة إلى أن «التلفزيون بات الشغل الشاغل لأي ممثل جديد، لكنا نعوّل على هدف أسمى في هذا المكان. وإذا كنا نسمع من نجوم مهمين، عجزهم عن تقديم مادة دسمة بسبب الظروف الراهنة، فإنّنا نقول إنّه خلال أشهر قليلة، تمكّنا من بناء مؤسسة في موقع جغرافي لائق كي يسهل الوصول إليها من الطلاب، وسيكون لديها لاحقاً استديو خاص لتسجيل أغنيات الطّلاب، والعمل على الدوبلاج أيضاً، وقد تتحول في جزء منها إلى الإنتاج».

«مركز ستيدج آرت» (مزّة فيلات شرقية- مقابل «سيتي مول») ــــ للاستعلام:00963959505895

  • نغم ناعسة

    نغم ناعسة

0 تعليق

التعليقات