صديقي الحنون، صديقي الصَّدوق،قال لي ذاتَ مرّةْ:
لو تصعدُ إلى أعلى هذه الشجرة
فسترى العالَم أجمل.
ولأنني، بالفعل، أُحِبُّ أن أرى العالَـمَ أجمل، والناسَ أجمل، والحياةَ أجمل،
صعدتُ إلى أعلى غصنٍ في الشجرة... لأتَحقَّقَ مِن جمالِ العالم.
وإذْ تَحقَّقْتُ مِن جمالِ العالم، تَوَجَّهْتُ بعينيَّ إلى فوق ورحتُ أصرخ:
«عاشَ العالَم! عاشَ الناسُ الذين في العالَم!
عاشتِ الحياة... وعاشَ صديقي!».

فما كانَ مِن صديقي (صديقي الصَّدوق، صديقي الذي أصْعَدَني إلى أعلى الشجرةِ لأَتَنَعَّمَ بجمالِ العالَم)
ما كان منهُ إلاّ أنْ سَدَّدَ بندقيّتَه إليّ
وأَصْعَدَني إلى السماء مِن أوّلِ طلقةْ.
..
صديقي الحنون، صديقي الصَّدوق،
حين عاتبتُهُ على موتي
اكتفى بضحكةٍ صغيرةٍ، وقال:
«تُصَدِّق باللّه؟
أنا لم أُمَيِّزْكَ جيّداً
فحسبتُكَ... عصفوراً».
16/4/2015