تونس | فوجىء الوسط الثقافي التونسي بتعيين المغنية سنية مبارك (1967 ــ الصورة)، أوّل من أمس، وزيرة للثقافة بعد إستقالة أستاذة التاريخ المعاصر والمناضلة النسوية اليسارية لطيفة الأخضر التي لم تحظ منذ تعيينها برضى الإسلاميين. وقالت مصادر لـ«الأخبار» إنّ الأخضر تمسّكت بالانسحاب رغم إلحاح الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد عليها للبقاء.
أما الوزيرة الجديدة، فلم يُعرف عنها أي اهتمامات سياسية. وقد حظيت بالنجومية باكراً عندما ظهرت عبر التلفزيون التونسي في عمر 13 عاماً وهي تؤدي مع نجم الثمانينات عدنان الشواشي الأغنية الشهيرة «احكي لي عليها يا بابا». لحّن لمبارك عدد من أشهر الأسماء التونسية مثل رشيد يدعس، وعبد الرحمان العيادي، والطاهر غرسة، كما قدّمت عروضاً في «معهد العالم العربي» في باريس و«مهرجان الحمامات الدولي»، فضلاً عن تعاملها مع الفنان العراقي نصير شمّة، وغنائها لجاك بريل. حازت سنية مبارك أيضاً جوائز في «مهرجان الأغنية التونسية» الذي توّلت إدارته في ما بعد، إضافة إلى كونها أوّل إمرأة وفنانة تونسية ترأس «مهرجان قرطاج الدولي» في دورتيه الـ50 و51.
قبل الإطاحة بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، كانت مبارك بين الوجوه الرسمية للثقافة التونسية، واشتهرت بأداء المالوف التونسي (الموسيقى الأندلسية) والقصائد الصوفية.
ولم يمر تعيين سنية مبارك على خير، إذ احتج عدد من المتابعين للمشهد الثقافي على الأمر، معتبرين أنّ تجربتها في إدارة «مهرجان قرطاج» فاشلة، ومتسائلين عن طريقة تعاملها مع المشهد الثقافي التونسي الغاضب والمتحوّٰل، لا سيّما أنّها تفتقر للخبرة السياسية اللازمة.