ليال حداد
«أريد أن أقتل نفسي، رجاء ساعدوني وأخبروني كيف أنتحر؟» رسالة إلكترونية من بائس إلى عدد كبير من أصحاب الصناديق البريدية الافتراضية في لبنان.
بعد قراءتها عدة مرات، يتنبه المتلقي إلى أنه لم يخطئ في القراءة. فالبائس (أو البائسة) الذي سمى نفسه «نينجا» يريد فعلاً أن يضع حداً لحياته، لكنه يحار في اختيار الأسلوب الأنسب.
صاحب الرسالة اليائس من حياته لم يملّ البحث عن طريقة الانتحار، لذلك يكرر إرسال الرسالة بعد أن يضيف إليها بعض المقترحات التي تلقاها ممن «تعاطفوا» معه، وأرسلوا له ردودهم. ومن الاجابات التي تلقاها الراغب في الانتحار، ردّ موقّع باسم جون جاء فيه: «أطلق النار في رأسك فتنتهي الحياة».
الا أن «نينجا» يعترف بأنه لا يحتفظ بمسدس. فيأتيه جواب ثان من «لارسن» يقترح عليه أن يتوقف عن التنفس. يثير هذا الجواب سخرية البائس ويعتبره مزاحاً. اما الردّان الثالث والرابع فيطلبان منه التروي والتفكير بأهله علّه يعدل عن قراره، إلاّ أن «نينجا» اتخذ قراره، فهو يريد أن يموت مهما كلّفه الأمر.
وأمام هذا الإصرار تتكاثر النصائح، وثمة من يطلب من «نينجا» الافتراضي ان يقود سيارته بسرعة فائقة حتى يصطدم بحائط، فيرد نينجا بأنه لا يملك سيارة.