خالد صاغيّة
الأمر محرج حقاً. نكاد نحن اللبنانيّين نموت خجلاً. وَلَوْ... يا سيّد ولش، هل يستحقّ إعلان عدم التدخّل الأميركيّ في الشؤون اللبنانية كلّ هذا العناء؟ كان يكفي أن ترسل تصريحك هذا بالفاكس، أو تدلي به في واشنطن فتتناقله وكالات الأنباء. الموضوع كلّه غير محرز أصلاً. فهل يشكّ أحد في أنّ الدولة الأميركية العظمى تحشر أنفها في مناكفات زعماء بلد صغير كلبنان؟ المسألة غير مطروحة للنقاش.
الأمر محرج حقاً. مساعد وزيرة الخارجية الأميركية يحضر شخصياً إلى بيروت ليقنعنا بالبديهيّات. فقد قال ولش: «إننا ملتزمون دعم حكومة الرئيس السنيورة لأنّها تمثّل إرادة الشعب اللبناني». الشعب اللبناني، نصفه على الأقلّ، يقول إنّ حكومة السنيورة غير شرعية. هل يعتبر ذلك تدخّلاً؟
وقال ولش: «لا أرى لدى الطرف الآخر (المعارضة) سوى تصرّف سلبي». الشعب اللبناني، نصفه على الأقلّ، يقول إنّ المعارضة هي التي تمثّله، ويؤيّد تصرّفها. هل يعتبر ذلك تدخّلاً؟
وقال ولش: «المحكمة ستولد وتبصر النور في أيّ شكل». الشعب اللبناني، نصفه على الأقلّ، يقول إنّ إقرار المحكمة «في أيّ شكل»، أي وفقاً للفصل السابع، لا يخدم مصلحة البلاد ووحدتها. هل يعتبر ذلك تدخّلاً؟
وقال ولش: «نحن هنا لنساعد على حماية لبنان من التدخّلات الخارجية، وإنّ دعمنا يتوجّه إلى كلّ اللبنانيّين». كلام واضح، ولا يزيده وضوحاً إلا التذكير بأنّه سبق لبول وولفويتز أن أعلن أنّ مشكلة العراق هي في التدخّل الأجنبي.