خالد صاغية
يبدو، فعلاً، أن لا حدود للمخيّلة الخصبة. وهي خصوبة لا تستثني أيّ فريق سياسي. لكن ينبغي الاعتراف بشيء من التواضع، أنّ بعض البشر يتفوّقون على سواهم في هذا المجال. قام أحمد فتفت أمس بتفسير موقف فريق 14 آذار من الاستحقاق الرئاسي، معتبراً أنّ البلد مفتوح على أربعة احتمالات: انتخاب رئيس بوجود جميع النواب، الانتخاب بالثلثين، الفوضى الكاملة، أو الانتخاب بالنصف زائداً واحداً، وهو الاحتمال الذي اقترحته قوى 14 آذار. إذاً، الاحتمالات كلّها واردة، بعضها رائع، وبعضها ممتاز، وبعضها يتجنّب الأسوأ، وفقاً لتصنيفات السيّد فتفت.
تعتبر هذه المقاربة فتحاً في عالم الفقه الدستوري وتفسير القوانين. فمهمّة مواد الدستور والقوانين، وفقاً لهذه المطالعة، أن توسّع آفاق المواطن، وتفتح أمامه عدداً من الخيارات والاحتمالات. فعلى سبيل المثال، كلّ مواطن يصادف إشارة سير على تقاطع طرق ما، يمكنه التصرّف وفقاً لعدّة احتمالات: أن يتوقّف على الضوء الأحمر، أن يتوقّف على الضوء الأخضر، أن يتوقّف على الضوء البرتقالي. وهذه احتمالات كلّها واردة طبعاً، بعضها رائع، وبعضها ممتاز، وبعضها يتجنّب الأسوأ، وما تحديد القانون للضوء الأحمر كإشارة للتوقّف سوى أحد هذه الاحتمالات الكثيرة.
وما دام الوضع كذلك، لمَ افترض الوزير فتفت أنّ على النوّاب انتخاب رئيس للجمهورية؟ لمَ لا يجتمعون لانتخاب ملك أو أمير أو رئيس مجلس إدارة لشركة عقارية كبرى؟ هذه الاحتمالات كلّها واردة، بعضها رائع، وبعضها ممتاز.