سيرين قوبا
أراد توفيق من بلدة شتورا البقاعية أن يسمع ما يمكن أن يمدحه به الناس من أقوال حميدة وعبارات مؤثرة عندما يموت، فقصد جارته سامية التي تُعرف بأنها «ندّابة» طالباً منها أن ترثيه وتتلو عليه جميع المواصفات الحسنة وغير الحسنة كأنها في مأتمه.. ففعلت ذلك، وبينما كان توفيق يسمع بيوت رثائها، قام بتعديلها وفقاً لما يعتقد بأنه يتوافق ومواصفاته. وبعد التعديل سجّل توفيق ما رثته به سامية من أبيات، وكان كل مساء يُعدّ سفرة من المازة اللبنانية ويبدأ بشرب العرق مستمعاً الى الشريط المسجّل، وسرعان ما يبدأ بالبكاء... على نفسه. ولكن شاء القدر أن توفيت «الندابة» قبل أن يتوفى توفيق ولم يدرِ أحد بأمر الشريط، وعندما فارق توفيق الحياة لم يرثِه أحد كما كان يتمنّى!