strong> سيرين قوبا
يعيش لحود وبشار وعون وجعجع وشيراك و... «إرهاب» تحت سقف واحد في سهل البقاع!! هذه ليست مزحة ولا مشهداً من مسلسل لبناني جديد أو من شريط إعلاني، فجميع المذكورين موجودون في منزل واحد يتعايشون بسلام وأخوّة من دون طاولة حوار وقرار من الأمم المتحدة. فهم أولاد المزارع مزيد ابراهيم العقلة الذي يقطن مع زوجته وأولاده التسعة (5 ذكور و4 اناث) في سهل بلدة قب الياس البقاعية والذي أطلق على أولاده أسماء لزعماء وسياسيين لبنانيين ودوليين.
ولكل اسم من أسماء أولاد مزيد قصة تروى، فإطلاق أسماء الزعماء والقادة السياسيين على أولاده لم يكن محض صدفة بل نتيجة حدث سياسي أو أمني حصل أثناء ولادة أحد أولاده. فعون النجل الأكبر لمزيد، كان يوم ولادته أول أيام اندلاع «حرب التحرير»، لذا فقد «اهدى» مزيد كما يقول هذا الاسم لابنه «لكي يبقى ذكرى من هذه الحرب».
أما جعجع، وهو الثاني بعد عون من حيث الولادة، فأبصر النور بعد حرب الإلغاء بين الجنرال عون والقوات اللبنانية، أما اسم لبنان فقد أطلقه على ابنته لـ «يجسد وحدة لبنان انطلاقاً من منزله» ومن ثم شيراك الذي ولد بعد مجزرة قانا الأولى حيث أراد مزيد «أن يكرم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لمواقفه الداعمة للبنان». وخلال وصول العماد اميل لحود الى سدة الرئاسة الاولى في لبنان ولد عند مزيد صبي فسمّاه «لحود» ليأتي بعده «بشار» الذي ولد خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت فأراد مزيد «أن يثمن مواقف الرئيس السوري بشار الأسد بتسميه مولوده الجديد على اسم الرئيس السوري». أما اسم «إرهاب» فله قصة خاصة، إذ اطلق مزيد هذا الاسم على ابنته التي ولدت في 14 شباط 2005 ، اي في اليوم الذي اغتيل فيه الرئيس رفيق الحريري. ويقول انه كان يتمنى أن تلد زوجته ولداً لكي يسمّيه «رفيق» «بس طلعت بنت.. وما كنت أعرف شو بدي سميها حتى طلع معي اسم إرهاب».
يؤكد مزيد العقلة أنه لا ينتمي إلى أي طرف سياسي «ولم يتعاط السياسة في حياته»، لكن الاولاد مقسومين بين موالين لـ 8 اذار و 14آذار. واللافت بين اولاد العقلة هو موقف ابنه البكر عون الذي يرى نفسه «أقرب سياسياً إلى قائد القوات اللبنانية سمير جعجع من العماد عون»، فيما يُعدّ بشار «الأكثر مشاغبة بين أولاده» و«كل يوم بيجي عليه شكوى من اولاد الحي» يوضح والده.
اسماء أولاد مزيد العقلة وصلت أصداؤها إلى السفارة الفرنسية في بيروت، إذ قام وفد من السفارة بزيارته وعرض عليه التكفّل بتعليم ابنه «شيراك» في فرنسا، لكن العقلة رفض «طالما باستطاعته أن يعلّمه في البقاع». واليوم عقيلة مزيد العقلة حامل في شهرها الثامن واذا رزقت بولد فستطلق عليه اسم رئيس الجمهورية الجديد للبنان، أما إذا كانت بنتاً فستسمّى «سلام» وتكون آخر العنقود.