خالد صاغية
تخلّت الأكثريّة النيابية عن مطالبها السابقة. كانت تصرّ على انتخاب رئيس من صفوفها، وأصبح لها مطلب واحد: أبعدوا عنّا كأس ميشال عون. وسواء نجحت مبادرة طرح اسم ميشال سليمان أو لم تنجح، فإنّ ما بات مؤكّداً هو أنّ الرئيس المقبل، إذا أقبل، لن يكون من صفوف الأكثريّة، وذلك بعدما بُحَّت حناجر المطالبين بالنصف الزائد واحداً.
وبعدما خسرت الأكثرية المقعد الرئاسي، صارت في موقع الدفاع عن كرسيّ رئاسة الحكومة الذي بات مهدّداً هو الآخر بالخروج من بين يديها، وخصوصاً بعد أن يعيد انتخاب الرئيس الجديد خلط التحالفات غير المأسوف عليها.
وفي المقابل، ما زالت المعارضة تتصرّف، وفقاً لتعبير العماد ميشال عون، على أنّها «كول» (Cool). تأخذ وقتها في الردّ، تطالب بسلّة شروط، تفاوض على الحكومة وقيادة الجيش والبيان الوزاري، وعلى تعويض لائق بالجنرال عون المطالَب بتقديم «تضحية».
كان يمكن اعتبار مبادرة الأكثرية تنازلاً من طرف لبناني ينتظر أن يقابله تنازل من الطرف الآخر. أليس هذا جوهر التوافق؟ لكن، مع الأسف، الصورة ليست كذلك تماماً. فالتنازل الذي جرى، جاء بعدما فقد أحد الطرفين جزءاً من الدعم الخارجي الذي كان يدفعه نحو تجاوز المعادلات الداخلية.
ما لم تتكثّف الضغوط الخارجيّة على المعارضة، ستنتهي الجولة هذه المرّة بغالب ومغلوب. فقد خلعت الأكثريّة ثيابها، وثمّة من يريد لها أن تتخلّص حتّى... من أوراق التوت.