تعالوا نتخيّلْ أنّ الناس لم يخترعوا (مِن جملةِ ما اخترعوه)الدمعةَ والبسمةَ وكلمةَ «صباح الخير»!
نعم! أعرفُ أنّ «صباح الخير» مثلُها مثلُ الدمعةِ، عديمةُ النفع.
لكنْ، منذ أنْ صار الناسُ بشراً،
تواطؤوا، كنوعٍ من التَحايلِ البريء على الحياة،
وأَطلقوا: «صباح الخير!».

منذ أن دخلوا أزمنةَ ما بعد الوحش
وهم يقولون «صباح الخير» ويردّون عليها.
نعم! أعرفُ أنْ لا فائدة.
لكنْ، بما أنكَ أيها الكائنُ الصغير، وبمحضِ الصدفةْ،
موجودٌ في هذه الأزمنة المريضة (أزمنةِ ما بعدَ الوحش)
فعليكَ (مثلما عليكَ أن تُحَيّي العلمَ وتَرفعَ النشيد)
أنْ تقولَ «صباح الخير»... وأن تردَّ عليها.
أمّا أنا ــ لضِيْقِ الحياةِ وضيْق القلب ــ
فسأكتفي بالقول:
أيها الوحشُ العتيق!
أيها الشيء عديمُ الجمالِ والمنفعة:
أُغربْ عن حياتي!
20/6/2014