القاهرة | المتحدث باسم الحكومة الصهيونية على شاشة فضائية مصرية! الخبر ليس شائعة سخيفة، ولا دعابة كئيبة، بل حدث بالفعل، إذ ظهر أوفير جندلمان على شاشة قناة «أون تي في» مساء السبت الماضي. صحيح أنّ جندلمان لم يظهر في برنامج من إنتاج الفضائية المصرية نفسها، وأنّه كان مشاركاً في برنامج «نقطة حوار» الذي تعدّه شبكة «بي. بي. سي» البريطانية، وأذيع على ontv، وفقاً لميثاق شراكة بين الفضائيتين، إلا أنّ حالة من الرفض عبّر عنها عدد من مشاهدي القناة، واستنكروا هذا الظهور على شاشة مصرية خاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها الأراضي المحتلة في الفترة الأخيرة.
المعترضون على ظهور جندلمان عبر «أون تي في» اعتبروا ما حدث «إهانة للقضية الفلسطينية»، غير أنّ جمال الشناوي، رئيس تحرير الفضائية، رفض تلك الاتهامات، وأكد أنّ البرنامج أحد برامج «بي. بي. سي»، وأنّ هناك عقد شراكة بين الفضائيتين منذ ثلاث سنوات، ينص على بثّ أحد برامج القناة.
ولفت الشناوي في حديث إلى «الأخبار» إلى أنّ الحلقة التي أثارت تلك الحالة من الجدل، كانت حلقة نقاشية شارك فيها مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، وكانت تناقش الانتفاضة الثالثة في الأراضي الفلسطينية: «لا يمكن أن نقبل أي اتهامات بأنّنا داعمون للصهاينة». واضاف: «موقفنا واضح منذ البداية بأنّنا مع الشعب الفلسطيني، في مطالبه المشروعة، ومع كفاحه بكل الطرق للحصول على حقوقه».
وأشار الشناوي إلى أنّ أزمة الإعلام في المنطقة العربية تتمثّل في أنّه لا يزال أسيراً للإعلام الغربي، ما يؤثر على توجيه الرأي العام العربي بما يحقق مصالحه. وأوضح أنّ ontv تنبّهت لتلك الأزمة، وبدأت بالفعل في الانفتاح ومحاولة إحداث التوزان، لافتاً إلى أنّ المحطة أذاعت «بثّاً مشتركاً مع قناة «روسيا اليوم» لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة إلى موسكو».
مع ذلك، لا ينكر المتابع للإعلام المصري، الخاص أو الحكومي، الطريقة المختلفة للتعامل مع «الانتفاضة الثالثة» في الأراضي الفلسطينية، إذ تعاملت غالبية وسائل الإعلام مع الانتفاضة على اعتبار أنّها خارج أولويّاتنا، ما أرجعه بعضهم إلى أسباب عدّة أولّها الانشغال بالداخل خصوصاً مع الانتخابات البرلمانية، والاتهامات التي تكررت في الفترة الماضية حول ضلوع عدد من الفلسطينيين في العمليات الإرهابية التي وقعت في سيناء.
وتعتمد غالبية الصحف والفضائيات المصرية على صحف غربية كمادة أساسية في تغطيتها لأي أحداث سواء عالمية أو حتى محلية، وتلجأ كل صحيفة أو وسيلة إعلام إلى الوسيلة الأجنبية التي تتوافق مع أهدافها ومصالحها، بل يتعامل عدد من الصحف والقنوات على أن ما يُنشر في الصحف الغربية «مقدّس». هكذا، تبني عليه تحليلاتها سواء المؤيدة للنظام المصري أو المعارضة له.